فرضت سلطات مدغشقر حظر تجوّل من الغسق حتى الفجر في العاصمة أنتناناريفو، بعد احتجاجات غاضبة اندلعت تنديداً بانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي ونقص مياه الشرب وتحولت إلى أعمال عنف.
نُشر في 25 سبتمبر 2025
خرج المئات إلى الشوارع يوم الخميس للاحتجاج على انقطاع الكهرباء المستمر الذي يترك المنازل والمحلات بلا كهرباء لأكثر من اثنتي عشرة ساعة في بعض الأحيان. واستعملت قوات الأمن رصاصاً مطاطياً وغازاً مسيلاً للدموع لتفريق المتظاهرين.
قام المحتجون بإقفال الطرق بالحجارة وإشعال إطارات سيارات، ومع ظهر الخميس وردت أنباء عن عمليات نهب طالت متاجر التجزئة ومحلات الأجهزة والبنوك في أنحاء العاصمة التي يقطنها نحو 1.4 مليون نسمة. كما أُضرم النار في عدة محطات من نظام التلفريك الجديد.
أفادت وسائل إعلام محلية بأن ثلاثة منازل لسياسيين معروفين بقربهم من رئاسة الجمهورية تعرضت لهجوم على أيدي المتظاهرين.
كانت السلطات قد حظرت التظاهر يوم الأربعاء بحجة مخاطر الاضطرابات العامة، ونشرت الشرطة تعزيزات كبيرة في العاصمة منذ صباح الخميس.
«هناك، للأسف، أفراد يستغلون الوضع لتخريب أملاك الآخرين»، قال الجنرال أنجيلو رافلوناريفو، رئيس جهاز أمني مشترك يضم الشرطة والجيش، في بيان قرأه على قناة خاصة مساء الخميس. وأضاف أن قوات الأمن قررت، «لحماية السكان وممتلكاتهم»، فرض حظر تجوّل من الساعة السابعة مساء حتى الخامسة صباحاً (19:00–05:00، أي 16:00–02:00 بتوقيت غرينتش) «حتى عودة النظام العام».
تُعد مدغشقر جزيرة في المحيط الهندي تواجه مستويات فقر عميقة، ويلوم بعض السكان حكومة أندري راجولينا، الذي أعيد انتخابه عام 2023، على عدم تحسّن الظروف المعيشية. وبحسب البنك الدولي، عاش نحو 75% من سكان البلاد المقدّر عددهم بـ30 مليون نسمة تحت خط الفقر في 2022.
المتظاهرون رفعوا شعارات تقول: «الماء والكهرباء حاجات إنسانية أساسية»، و«لنتكلم بصوت عالٍ»، و«يا شعب مدغشقر استيقظوا». لم يتضح بعد عدد الجرحى أو ما إذا سُجلت وفيات خلال المظاهرات.
حركة الاحتجاج، التي يغلب عليها طابع الشباب، بدأت تكتسب زخماً قبل أيام عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما فيسبوك. كما سُجلت اضطرابات في محافظات عدة أمام مكاتب شركة المياه والكهرباء الوطنية، التي يعتبرها المحتجون محور المشكلة ويحمّلونها مسؤولية تردّي الخدمات والأنظمة.