الاتحاد الأوروبي للبث يقدّم موعد التصويت على مشاركة إسرائيل في يوروفيجن إلى نوفمبر

تشارك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية منذ عام 1973، وهي مسابقة أُسِّست بعد الحرب العالمية الثانية لتوفير منبر للمنافسة السلمية بين الدول.

أعلن الاتحاد الأوروبي للاذاعة والبث (EBU) يوم الخميس أنه سيُجري تصويتاً في نوفمبر لحسم ما إذا كانت إسرائيل ستُسمح بالمشاركة أم لا.

كان من المقرر أن يُجرى هذا التصويت في ديسمبر، لكن القرار نُقِل فجأة إلى موعدٍ أبكر.

تعرض الاتحاد لضغوط من عدة هيئات بثٍ عامة أوروبية، وأعلنت عدة دول، بينها إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا وهولندا وأيسلندا، أنها لن تشارك في نسخة 2026 التي ستقام في مايو في فيينا إذا شاركت إسرائيل، بسبب الحرب في غزة. وما يجعل قرار إسبانيا ذا وزن خاص أنها إحدى الدول الخمس الكبرى في يوروفيجن إلى جانب فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة.

عندما دعت أصوات للمقاطعة في 2024 و2025 على خلفية الحرب، أصدر الاتحاد تصريحات متكررة مفادها أن يوروفيجن ليست مسابقة بين حكومات بل بين هيئات بث عامة، وأن كان ـ الهيئة الإسرائيلية العامة للبث ـ لم تنتهك القواعد.

(من اليسار إلى اليمين) المدير التنفيذي لكان إلداد كوبلنز، رئيس مجلس إدارة كان جيل عمر، فرانك-ديتر فرايلينغ، وجون أولا ساند من الاتحاد الأوروبي للبث (الصورة: بإذن من كان)

تعرضت روسيا للإيقاف من المسابقة بعد غزوها أوكرانيا، إذ خلُص الاتحاد إلى أن هيئة البث الروسية بثّت دعاية حكومية مخالفة لقواعد EBU.

تتلقى كان تمويلاً حكومياً، لكن محتواها مستقل، ولقد أدّى هذا الاستقلال فعلاً إلى استفزاز الحكومة لدرجة أن وزير الاتصالات شلومو كرحي هدد بإغلاقها وسعى لسن تشريعات لتفكيكها. ومع ذلك تظل كان عضواً في الاتحاد بصفة جيدة.

أصدرت كان بياناً قالت فيه إنها تأمل بشدة أن يظل مهرجان الأغنية الأوروبية متمسكاً بطابعه الثقافي والغير سياسي. وذكّرت بأن احتمال استبعاد هيئة البث الإسرائيلية — كانت، إحدى المشاركات الطويلة والناجحة والمحبوبة في المسابقة — سيكون أمراً مقلقاً قبل النسخة السبعين من المسابقة، التي أُنشئت رمزاً للوحدة والتضامن والأخوة. وأوضحت أن مثل هذا القرار قد تكون له تداعيات واسعة على المسابقة والقيم التي يمثلها الاتحاد، وأن قواعد الاتحاد تشترط لأسباب وجيهة أن تتطلب القرارات الاستثنائية من هذا النوع أغلبية استثنائية تبلغ 75% من الجمعية العامة. ونحن واثقون من أن الاتحاد سيصون الطابع المهني والثقافي والغير سياسي للمسابقة بينما تحتفل بالذكرى السبعين لتوحيد الناس عبر الموسيقى.

يقرأ  ضمير الإنسانية على المحك: غزة في قلب الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

على الرغم من بيان كان، نقل موقع Eurovision Fun عدم وضوح آلية احتساب الأصوات: بحسب ما أعلن الاتحاد، في هذا التصويت لن يُرتبط وضع العضوية بمسألة المشاركة أو بمسألة مشاركة إسرائيل. ومع ذلك، لم يوضح البيان ما إذا كان القرار سيُتخذ بأغلبية بسيطة أم بأغلبية ثلاثة أرباع كما تنص القوانين الخاصة بوضع العضوية — وهي النقطة التي أبرزتها كان أيضاً.

شاركت إسرائيل في المسابقة منذ 1973 وفازت بها أربع مرات (1978، 1979، 1998، 2018). جاء يوفال رافائيل، الناجي من مجزرة مهرجان نوفا الموسيقي، في المركز الثاني على مستوى المجمل عام 2025، بعد أن فاز بتصويت الجمهور بأغنية «سيشرق يوم جديد»، التي صارت نشيداً للصمود في وجه المأساة.

اتهامات بالغش وُجهت في 2025 من قِبل بعض الدول التي تلاها مرشحوها عن رافائيل، لكن الاتحاد رفض هذه الادعاءات وأكدت خلوّ المسابقة من انتهاكات جوهرية. في 2024 أنهت المشاركة الإسرائيلية إيدن جولان المسابقة في المركز الخامس وحصلت على ثاني أعلى نقاط في تصويت الجمهور. وتشير نتائج الجمهور المرتفعة إلى أن المشاهدين في أوروبا يتجاوبون إيجابياً مع المشاركات الإسرائيلية، حتى لو كانت بعض المسؤوليات العامة في دول أوروبية تعرقل ذلك سياسياً.

قال يوآف تسافير، الذي شارك لسنوات في وفود إسرائيل ليوروفيجن، في مقابلة مع «ي نت»: «أعلم أن هناك محادثات خلف الكواليس، وكان يحاول أن يفعل أشياء. الدبلوماسية العامة مهمة جداً — في يوروفيجن وخارجها. هذه نقطتنا الضعيفة وعلينا أن نحسنها، خصوصاً في مثل هذه الظروف.»

أضف تعليق