مقطع قديم لعاصفة يُسوَّق زوراً كإعصار «راجاسا» القوي

اجتاح الإعصار الفائق “راغاسا” الفلبين وتايوان وجنوب الصين في سبتمبر 2025، حاملاً رياحاً عاتية وأمطاراً غزيرة؛ ومع ذلك، فإن مقطع الفيديو الذي يُظهر أشخاصاً يكافحون رياحاً هوجاء على رصيف قطار لا يعود إلى هذا الإعصار الأخير. الفيديو في الواقع يصور عاصفة ريحية مفاجئة ضربت محطة سكة حديد في مدينة شانوي بجنوب الصين في أبريل 2024.

في منشور على تيك توك باللغة الإندونيسية بتاريخ 24 سبتمبر 2025، جاء التعليق: «يا إلهي، إعصار راغاسا سرعته 230 كم/ساعة، هذا قوي جداً». حصد المقطع الذي يظهر أشخاصاً متشبثين بعمود بينما تعصف به دفعة رياح قوية على رصيف المحطة أكثر من 23 ألف مشاهدة.

نُشرت مشاركات مماثلة تنسب الفيديو إلى إعصار راغاسا على مواقع التواصل بعدة لغات، من بينها الصينية والإنجليزية والبولندية والماليزية والتايلاندية.

وصنفت سلطات الأرصاد في هونغ كونغ الإعصار أنه الأقوى حتى ذلك الحين في العام، واضطراباته امتدت إلى الفلبين وتايوان وماكاو قبل أن يضرب جنوب الصين برياح سرعتها تصل حتى 145 كيلومتراً في الساعة. ألقى الإعصار بأشجار على الأرض، دمر أسواراً ونزع لافتات من واجهات مبانٍ في مقاطعة قوانغدونغ التي تضمّ ملايين السكان.

في تايوان تسبّب مروره بمقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً وإصابة العشرات بعد انهيار بحيرة حاجزة في مقاطعة هولين الشرقية، وفق ما أفادت به السلطات. وفي مركز المال والأعمال هونغ كونغ، تسبّب الإعصار في فيضانات واقتلاع أشجار وتعطيل مئات الرحلات الجوية.

مع ذلك، تبين أن المقطع المتداول قديم. أظهرت عمليات البحث العكسية عن الصور عبر غوغل لقطات مأخوذة من الفيديو نُشرت في وسائل إعلام تايوانية تحدثت عن عاصفة قوية ضربت محطة شانوي للسكك الحديدية في مقاطعة قوانغدونغ بتاريخ 27 أبريل 2024. كما نُشر المقطع على منصة ويبو في 29 أبريل 2024، ويظهر في بدايته لافتة مكتوبة بالصينية المبسطة والإنجليزية تقول “Shanwei Railway Station”.

يقرأ  مقاطع احتفالات رأس السنة تُسوَّق زوراً على أنها احتجاجات في الصين

يتطابق المشهد في الفيديو مع صورة موسومة جغرافياً للمحطه على خرائط غوغل، ما يدعم تاريخِه القديم وموقعه. ونشرت بوابة نانفانغ اليومية الإخبارية تقريراً في 23 سبتمبر 2025 يدحض الادعاء بأن الفيديو التقط أثناء إعصار راغاسا، مشيرة إلى أن سلطات شانوي أكدت استقرار الأحوال الجوية في المحطة في يوم مرور الإعصار.

أضف تعليق