«لن أسمح لنتنياهو بضمّ الضفة الغربية» — ترامب

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يسمح لبنيامين نتنياهو بضم الضفةالغربية المحتلة.

قبل كلمة رئيس الحكومة الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة، قال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي: «لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية… لن يحدث ذلك». وأكد أنه سيلتقي نتنياهو يوم الاثنين، مضيفًا أن اتفاقًا بشأن غزة «قريب جدًا» وربما يمهد حتى لسلام أوسع.

تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لوقف الحرب في غزة وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية، مع موجة اعترافات من دول غربية بدولة فلسطينية. ويرى متطرفون قوميون داخل ائتلاف نتنياهو أن الضم وسيلة لدرء هذا الاحتمال، وقد تكرر هؤلاء المطالب بضم الضفة المحتلة صراحة.

حذرت بريطانيا وألمانيا إسرائيل من إقدامها على التعزيز، بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام الجمعية العامة أن أي ضم سيكون «أخلاقيًا وقانونيًا وسياسيًا غير مقبول».

قال ترامب يوم الخميس إنه تحدث مع نتنياهو ومع قادة آخرين في الشرق الأوسط، مضيفًا: «نحن نقترب جدًا من التوصل إلى صفقة حول غزة، وربما حتى إلى سلام».

من جهته، ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة عبر رابط فيديو أمام الجمعية العامة يوم الخميس، معلنًا استعداده للتعاون مع قادة العالم لتنفيذ خطة سلام أعلنتها فرنسا. وقد مُنع عباس، البالغ من العمر 89 عامًا، من السفر إلى نيويورك بقرار أميركي، وشكر الدول التي اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطينية في موجة بدأت باعترفات كندا وأستراليا وبريطانيا والبرتغال، تلتها فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وسان مارينو وأندورا والدنمارك.

وتعارض الولايات المتحدة حاليًا الاعتراف بفلسطين، معتبرة أن مثل هذه الخطوة ستكون مكافأة لحركة حماس. وقال عباس في كلمته إن «لحماس لن يكون دور في الحكم»، ودعا إلى أن تتولى الدولة الفلسطينية «مسؤوليات كاملة» عن قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيلي وربط القطاع بالضفة الغربية المحتلة.

يقرأ  الذهب يصل إلى أعلى مستوى قياسي — المستثمرون يلجأون إلى الملاذ الآمن

التقى ترامب يوم الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة مع قادة عرب ومسلمين حضروا ليحذروه من عواقب أي مسعى للضم. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للصحافيين: «أعتقد أن رئيس الولايات المتحدة يفهم جيدًا مخاطر ومخاطر الضم في الضفة الغربية».

أغلقت إسرائيل صباح الأربعاء المعبر الوحيد بين الضفة الغربية والأردن، جسر اللنبي/جسر الملك حسين، ما حال دون وصول أكثر من مليونين فلسطيني إلى الخارج، وفق تقارير صحافية. وجاء الإغلاق بعد أيام من مقتل عنصرين من القوات الإسرائيلية برصاص مسلح أردني عند المعبر، قُتل هو أيضًا في موقع الحادث.

في غزة، أعلنت مستشفيات محلية أن أكثر من ثمانين فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا بنيران إسرائيلية يوم الأربعاء، غالبيتهم في مدينة غزة. وتشن القوات الإسرائيلية حملة ضد القطاع ردًا على هجوم قاده حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأسر 251 آخرين.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، بمقتل ما لا يقل عن 65,419 شخصًا في هجمات إسرائيلية منذ ذلك الحين، من بينهم أكثر من 18,000 طفل. وفي أغسطس الماضي، قالت لجنة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل المدعومة من الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفًا «كارثية» تتسم بالجوع والفاقة والموت، بينما ينفي نتنياهو مرارًا وقوع مجاعة في القطاع.

وجدت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل ارتكبت «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في غزة، وهو تقرير رفضته وزارة الخارجية الإسرائيلية قاطعةً واصفةً إياه بأنه «مُشوَه وكاذب».

تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب والاحتلال. إلى جانب اعترافات متزايدة بدولة فلسطينية، قدّمت المفوضية الأوروبية خططًا لفرض قيود على التجارة مع إسرائيل وفرض عقوبات على وزراء متطرفين في حكومتها، وهو ما سيكون — إن تم تبنيه — أقسى رد من الاتحاد الأوروبي على الحرب في غزة.

يقرأ  احتجاج دروزي سوري بالأعلام الإسرائيليةمطالب بضمّ مناطق إلى إسرائيل

هذا الأسبوع، قطعت مايكروسوفت بعض الخدمات عن وحدة في وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد تحقيق أظهر أن تقنيتها استُخدمت في مراقبة جماعية على سكان غزة.

ورغم كل ذلك، يواصل نتنياهو الدعوة إلى تعزيز اكتفاء إسرائيل الذاتي.

أضف تعليق