الاتحاد الأوروبي يعتزم إقامة «حاجز مضاد للطائرات المسيرة» لمواجهة انتهاكات الأجواء في سياق الحرب الروسية الأوكرانية

جدارٌ دفاعي للطائرات المسيرة

اتفق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي على إطلاق مشروع «جدار للطائرات المسيرة» على طول حدود التكتل مع روسيا وأوكرانيا، يهدف إلى كشف وتتبع واعتراض أي خروقات للأجواء، وفق ما أعلن رئيس الدفـاع الأوروبي بعد اجتماعٍ افتراضي ضم دولاً على الجبهة الشرقية للاتحاد.

جاء الإعلان بعد دخول طائرات مسيرة من دون طيار إلى المجال الجوي البولندي في العاشر من سبتمبر، ما أثار قلق دول شرقية في الاتحاد. وفي حادث منفصل هذا الأسبوع أغلقت الدنمارك بعض مطاراتها بعد رصد طائرات مسيرة بالقرب منها، وحذّرت رئيسة وزرائها، ميتي فريدريكسن، من ازدياد الهجمات الهجينة.

رغم أن التحقيقات الدنماركية لا تزال جارية، فإن فريدريكسن أكدت أن روسيا تشكّل التهديد الأهم للأمن الأوروبي في المرحلة الراهنة. والكرملين نفى أي ضلوع في الحوادث التي وقعت في بولندا والدنمارك.

وقال مفوض الاتحاد لشؤون الدفاع، أندريوس كوبليوس، بعد ترؤسه الاجتماع الافتراضي: «تكرار انتهاكات أجوائنا غير مقبول. الرسالة واضحة: روسيا تختبر الاتحاد الأوروبي والناتو، ويجب أن تكون ردودنا حازمة وموحدة وفورية». وصف كوبليوس الاجتماع بأنه «محطة مفصلية» وأضاف أن بناء الدرع قد يستغرق نحو عام، وأن المبعوثين سيجتمعون قريباً لوضع «خارطة طريق مفهومية وتقنية مفصّلة» للمضي قدماً.

الأولوية القصوى الآن هي نظام كشف فعّال. خلال السنة الأولى يسعى الاتحاد إلى نشر شبكة من المجسات قادرة على رصد التسللات الجوية للطائرات الصغيرة، مع خطة طويلة الأمد لبناء قدرات لاعتراضها وإسقاطها. عندما رُصدت الطائرات المسيرة في المجال الجوي البولندي سابقاً، أقلعت طائرات حربية تابعة للناتو لاعتراضها مستخدمة صواريخ باهظة الثمن.

شاركت أكرانيا أيضاً في المحادثات، بعدما طوّرت طرقاً أقل تكلفة لإسقاط الطائرات المسيرة خلال حربها المستمرة مع روسيا. وكتب وزير دفاع أوكرانيا، دينيس شميهال، على وسائل التواصل: «جدار الطائرات المسيرة سيخلق منظومة دفاعية جديدة جوهرياً في أوروبا، وأوكرانيا مستعدة لأن تكون جزءاً منها».

يقرأ  تعال لأجل الطبيعةوابقَ لأجل الكاكاوفي ساو تومي وبرينسيبي

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية قال كوبليوس: «نحتاج إلى التحرك بسرعة، والاستفادة من كل الدروس المستقاة من ساحة الصراع في أوكرانيا عند بناء هذا الجدار». قبل ذلك كانت دول مثل إستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا تعمل على مشروع مماثل، لكن المفوضية الأوروبية رفضت في مارس طلباً مشتركاً من إستونيا وليتوانيا لتمويل إطلاق المبادرة.

غير أن موقف الجهاز التنفيذي للاتحاد تغير بعد حوادث الطائرات المسيرة الأخيرة؛ إذ دعت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، إلى الإسراع في تطوير جدار مسيّر، وأعلنت أن الاتحاد يعتزم إنفاق ستة مليارات يورو على إنشاء تحالف للطائرات المسيرة مع أوكرانيا. ومن المتوقع أن يُناقش المشروع بتفصيل أكبر في قمة للاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن الأسبوع المقبل، ثم في اجتماع لاحق هذا الشهر في بروكسل.

أضف تعليق