سؤال وجواب مع قائدة فكرية استكشاف نموذج «آدي» مع الدكتورة جيل ستيفانيك

تنفيذ إطار ADDIE لتعظيم أثر التدريب

د. جيل ستيفانياك هي المديرة التنفيذية للتعلم في شركة لِتْموس. تتركز اهتماماتها في تطوير محترفي التعلم والتطوير واتخاذ قرارات التصميم التعليمي. في هذا الحوار تشرح كيفية تطبيق إطار ADDIE، وأهمية تقييم الاحتياجات، ودور التقييم في قياس الأثر.

لماذا لا يزال إطار ADDIE ذا صلة اليوم؟ وكيف يندرج تقييم الاحتياجات والتقييم ضمن العملية؟
أعتبر مرحلتي التحليل والتقييم كالحدّين اللذين يؤطّران إطار ADDIE؛ فهما يوفّران البنية التحتية الضرورية لدعم أي مبادرة تدريبية. ورغم كونهما مرحلتين مستقلتين، إلا أنهما مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا لأن كلاهما يسعى لتحسين التعلم والأداء.
يُجرى تقييم الاحتياجات عادة في بداية مشروع التصميم لتحديد الفجوات بين الوضع الراهن والمرغوب في نواحي المعرفة والمهارات والأداء. من خلال جمع بيانات منهجية من المتعلّمين وأصحاب المصلحة وسياق المؤسسة، يستطيع فريق التعلم والتطوير تحديد أين تلزم التدخّلات وترتيب الأولويات. باختصار، يوفر تقييم الاحتياجات قاعدة مرجعية يمكن قياس فعالية التدخلات التعليمية على أساسها لاحقًا.
أما التقييم فيردّ بنتائج إلى عملية تقييم الاحتياجات عن طريق فحص ما إذا كان التصميم التعليمي يحقق أهدافه المنشودة. تكشف نتائج التقييم عن فجوات جديدة أو تغيّرات في احتياجات المتعلّمين، فتدفع إلى دورة جديدة من التقييم وصقل التصميم. بهذا الشكل ينشأ حلقة تغذية راجعة مستمرة، حيث يُعلم التقييم التصميم ويُعيد التقييم ضبط الأولويات، ما يضمن بقاء التدريب ذا صلة وفعّال.

ما أكثر الأخطاء شيوعًا التي يرتكبها محترفو التعلم والتطوير عند تطبيق ADDIE؟
أرى خطأين متكررَين:
– التعجّل في (أو تخطّي) مرحلة التحليل: كثيرون يبدءون مباشرة في تصميم المحتوى دون طرح الأسئلة الجوهرية لفهم الاحتياجات الدقيقة للجمهور المتعلّم. وغالبًا ما يُحصر التحليل في مجرد تحليل المتعلّم، فيفقد الفريق معلومات أوسع قد تؤثر بشدّة على مخرجات التدريب.
– التعامل مع ADDIE كعملية خطية صارمة: رغم أن التسلسل المنطقي مفيد، إلا أن المرونة وإعادة النظر ضروريان أثناء مسار التصميم. ينبغي العودة إلى مراحل سابقة حين تظهر معلومات جديدة. المشروع الناجح هو الذي يرحّب بالأفكار المتجددة والتكرار: إنشاء نماذج أولية، مراجعة المراحل للتأكد من التوافق بين الاحتياجات والمحتوى ومقاييس التقييم، وتعديل التصميم حتى يصبح ملائمًا للأهداف التنظيمية.

يقرأ  أوروبا تتصدّى للولايات المتحدة وتتوج بلقب كأس رايدر 2025

كيف تفهم فرق التعلم والتطوير احتياجات متعلّميها بشكل أفضل بالتركيز على الفائدة والملاءمة والقيمة؟
عندما تضع الفرق في اعتبارها الفائدة والملاءمة والقيمة أثناء تقييم الاحتياجات، تتضح الصورة حول ما يهم المتعلّم فعلاً داخل المؤسسة. تعني الفائدة أن التدريب يزوّد المتعلّم بمهارات عملية قابلة للتطبيق فورًا في عمله. أما الملاءمة فتمثل الربط المباشر بين ما يتعلّمه الفرد ومسؤولياته المهنية وأهداف مساره الوظيفي. وبالنظر إلى القيمة تستطيع الفرق تحديد الفرص التعليمية التي ستؤثر بالقوة على مستوى التفاعل والنتائج التنظيمية. هذا المنظور يقود إلى تصميم برامج تعلم وتطوير أكثر تركيزًا وفعالية.

قصة نجاح مميزة مرتبطة بإطار ADDIE
أنشأت فرق التعلم والتطوير في لِتْموس منصة “جامعة لِتْموس” لتوفير تدريب موجه يدعم عملاءنا. بدأنا بتقييم احتياجات لفهم مواطن الصعوبة والمهارات الحرجة. شكّل ذلك المدخلَ الأساسي لتصميم المحتوى الصحيح منذ البداية. أثناء مرحلة التطوير شاركنا وثائق التصميم والنماذج الأولية، وجمعنا الملاحظات وأجرينا تحسينات متكررة. النتيجة: مجموعة دورات بدت ملائمة للمتعلّمين وأدّت إلى تحسّن واضح في التفاعل والأداء.

هل ثمة فعالية أو مبادرة قادمة تودّين إعلام قرّاءنا بها؟
سأقدّم ندوة عبر الإنترنت في 9 أكتوبر مع د. ستيفاني مور، أستاذة مساعدة بجامعة نيو مكسيكو، نتناول فيها أخطر المزالق الناتجة عن المحتوى التعليمي المولَّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل ترسيخ الصور النمطية، وتغذية خرافة “أساليب التعلم”، وإنتاج أهداف غامضة أو غير فعّالة. سنعرض استراتيجيات عملية لكتابة أهداف قابلة للقياس، ووضع حدود أخلاقية، وضمان أن يظل التدريب متنوعًا، وقابلًا للوصول، ومستندًا إلى أدلة علمية. يمكنكم التسجيل لحضور الندوة من خلال قنوات لِتْموس الرسمية.

خاتمة
شكرًا لد. جيل ستيفانياك على مشاركة خبراتها ورؤاها القيّمة. لمَن يرغب في تعميق فهمه لتصميم تدريب فعّال وجذّاب، أنصح بقراءة مقالها على مدونة لِتْموس الذي يستعرض أربعة أسئلة يمكن لفرق التعلم والتطوير طرحها لتوسيع نطاق تقييم الاحتياجات وتحسينه.

يقرأ  علماء آثار في حيرة بعد اكتشاف أصول من غرب إفريقيا في إنجلترا في أوائل العصور الوسطى