كريستيز تطرح مجموعة أولي فاروب في المزاد تتصدّرها تحفتان للفنان بيتر دوغ

في أكتوبر، تنظم دار كريستيز مزاداً لقطع مجموعة خاصة يملكها رجل الأعمال الدنماركي أولي فاروب، الذي أمضى خمسة عقود في جمع فنون معاصرة جمعت بين أسماء إسكندنافية بارزة مثل كارين مامّا أندرسون وأسجر يورن، ونجوم دوليين كجان-ميشيل باسكيات وتريسي إمين.

تقدّر الدار قيمة المزاد الأقصى بنحو 22 مليون جنيه إسترليني، وسيشكّل حدثاً حاسماً لاختبار أعلى مستويات سوق الفن—القطاع الذي لم يظهر أداءً قوياً في السنوات الأخيرة.

المحور الأساسي للمزاد عملان من أكثر لوحات الرسام الاسكتلندي بيتر دويغ طلباً. القطعة الأولى هي Country Rock (1998–99)، بانوراما بطول عشرة أقدام لنفق تورونتو المطلي بألوان قوس قزح، وتُتوقع قيمتها بين 7 و10 ملايين جنيه إسترليني. ظهرت صورة اللوحة أول مرة على غلاف كتالوج استرجاعية دويغ في تيت عام 2008، وصارت منذ ذلك الحين من علامات تعبيره عن المكان عندما يُعاد رسمه عبر ذاكرة والأسطورة، وفق وصف دار المزاد. إلى جوارها لوحة Ski Jacket (1994)، مقدّرة بين 6 و8 ملايين جنيه، مستوحاة من صورة صحفية حبيبية لمنتجع تزلج ياباني، حيث تتلاشى صفوف المنحدرين الصغار إلى تجريد بصري. تنتمي كلتا اللوحتين إلى المرحلة التي رسّخت ترشيح دويغ لجائزة تيرنر 1994 مكانته كواحد من أبرز الرسامين الصاعدين في بريطانيا.

مقالات ذات صلة

القطعة الكبرى الثالثة هي Blossom (1997) للفنان كريس أوفيلي، مقدّرة قيمتها بين 1 و1.5 مليون جنيه إسترليني. أنجزت هذه اللوحة في الفترة الفاصلة بين أعماله المثيرة للجدل The Holy Virgin Mary و No Woman, No Cry، وتدمج أيقونات أفريقية وصوراً كاثوليكية وطبقات سطحية لامعة وملموسة، بما في ذلك الاستخدام المميز لدى الفنان لروث الفيل. لعبت دوراً بارزاً في استرجاعيات عُرضت في لندن ونيويورك، وتمثل حجر زاوية في إنتاج أوفيلي في منتصف مسيرته.

يقرأ  أخيرًايُنصف إرث بانكسي الطباعي

كان ذوق فاروب واسعاً لكنه متسق في ميله لاقتناء الأعمال المبكرة لفنانين سينتسبون لاحقاً إلى تعريف جيلهم. من بين القطع الأصغر لكن ذات مكانة بارزة توجد لوحة دون عنوان من عام 1982 بالفحم والزيت لِباسكيات (تقدير 300,000–500,000 جنيه)، تعود إلى سنة ظهوره في دوكيومنتا.

يُرتّب المزاد عبر جلسات كريستيز المسائية والنهارية لأعمال القرن العشرين والواحد والعشرين في لندن في 15 و16 أكتوبر، مع مكوّن عبر الإنترنت يُنظّم في وقت سابق من الشهر. سيُعرض أبرز الأعمال في كوبنهاغن وهونغ كونغ ونيويورك قبل وصولها الى لندن.

بدأ فاروب يجمع الأعمال في ستينيات القرن الماضي أثناء عمله لدى المصمّم الدنماركي جورج جنسن في نيويورك، حيث أطلقت زياراته لمتحف موما شغفاً بالفن الناشئ. بعد عودته إلى الدنمارك، أسّس نشاطاً للأثاث والتصميم باسم 3Falke وجمّع مجموعة مزجت الحداثيين الدنماركيين مثل يورن وبير كيركبي مع أصوات جديدة كأندرسون، نيو راوش، وأعضاء حركة الشباب البريطانيين الفنانين. أصبح منزله بمثابة معرض غير رسمي، تتبدّل فيه الأعمال مع تحوّل اهتماماته.

الصندوق الفني الجديد باسم Ole Faarup Art Foundation، الذي سيتلقّى كل عائدات المزاد، كُلّف بتصدير الفن الدنماركي—وخاصة لفنانين دون الخامسة والخمسين، من البرّ الرئيسي والفارويز وغرينلاند—الى مؤسسات خارجية. كما سيقدّم أعمالاً دولية إلى متاحف دنماركية، معزّزاً تبادلية الثقافات في كلا الاتجاهين.

تعوّل كريستيز على مزيج أسماء راسخة في السوق، ومواد طازجة لم تُعرض مسبقاً، وقضية خيرية لجذب مشترين في سوق قد برَدَت ولكنه ما زال يكافئ الندرة في القمة. وقد يكون هذا المزاد منعطفاً محورياً للفنانين الدنماركيين الطامحين إلى حفر مكان لهم على الساحة الدولية.

أضف تعليق