أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل أكثر من 35 شخصاً جراء غارات إسرائيلية وإطلاق نار منذ الساعات الأولى صباح السبت.
ضربة استهدفت منزلاً في وسط غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً — أغلبهم من النساء والأطفال — وفق موظفين في مستشفى الأهلي العربي بغزة.
وقال عاملون صحيون إن تسعة أسماء من عائلة واحدة كانوا ضمن القتلى في ضربة على مخيم النصيرات، فيما تُفيد تقارير بمصرع ستة أشخاص على الأقل أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في وسط وجنوب القطاع.
يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحده، إذ قال إن إسرائيل «يجب أن تُنهي العمل» ضد حماس.
وأكدت القوات الجوية الإسرائيلية أنها نفّذت ضربات على نحو 120 هدفاً في أنحاء القطاع منذ يوم الجمعة، شملت «مبانٍ يستخدمها تنظيمات إرهابية ومجندون للبؤر الإرهابية وبنى تحتية أخرى»، وفق بيان الجيش.
ولا يوجد أي تراجع في الهجوم البري الموسع الذي شُن مؤخراً ضد حماس، والذي يتركز الآن على مدينة غزة، التي تصفها إسرائيل بأنها آخر معقل للفصيل المسلّح.
فرّ مئات الآلاف من سكان أكبر مركز حضري في القطاع، حيث أكدت جهة تدعمها الأمم المتحدة حدوث مجاعة الشهر الماضي. ومع ذلك، يبقى مئات الآلاف آخرون هناك في ظروف إنسانية مأسوية، مع انهيار الخدمات الصحية والضرورية.
قالت سالوى صبحي بكر لوكالة الصحافة الفرنسية: «يقولون لنا اذهبوا إلى هناك، ثم ارجعوا إلى هنا… الناس في الشوارع، في الجنوب منتشرون في كل مكان. إلى أين نذهب؟» وأضافت: «ماذا يريد العالم منا؟ ماذا يريد نتنياهو؟ ماذا تريد حماس؟»
أفادت وكالة أنباء بأن عدة أفراد من عائلة بكر قُتلوا خلال غارة على مخيم الشاطئ في مدينة غزة، نقلاً عن جهاز الدفاع المدني التابع لحماس.
تصاعدت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، مدعومة بعدة اعترافات جديدة بدولة فلسطين في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، لكن إسرائيل تبدو عازمة على مواصلة الضغط الأقصى على حماس لإرغامها على الاستسلام.
جاءت الرسالة نفسها مجدداً من نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة، حيث خرج عدد كبير من المندوبين احتجاجاً أثناء إلقاء كلمته.
عبر دونالد ترامب مجدداً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق يتيح إطلاق سراح الرهائن ووقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن فريقه «قريب من تحقيق هذا الهدف» وأن محادثات «ملهمة ومنتجة» تُجرى مع دول في المنطقة.
قال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن الولايات المتحدة أعدّت خطة سلام جديدة من 21 نقطة للشرق الأوسط وغزة. لم تُقدَّم الخطة رسمياً بعد، لكن تقارير إعلامية عرضت ما يُزعم أنه بنودها الأساسية.
تتجاوز البنود المزعومة مجرد إطلاق سراح جميع الرهائن والإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين ووقف فوري لإطلاق النار، لتشمل ما وصفته صحيفة تايمز أوف إسرائيل بمسار نحو دولة فلسطينية مستقبلية. رفض نتنياهو هذه الفكرة بقوة في كلمته أمام الأمم المتحدة.
ذكرت تقارير أيضاً أن الخطة تهدف إلى تمكين الفلسطينيين من البقاء في قطاع غزة بدلاً من تشجيعهم على الرحيل.
من المؤكد أن هذه البنود — إن تم تأكيدها — ستكون موضع نقاش عندما يلتقي ترامب بنتنياهو يوم الاثنين، حيث قد تواجه التفاؤل الأمريكي اختبار الواقع.
زعم موقع تايمز أوف إسرائيل، الذي قال إنه اطلع على نسخة من المقترح الأمريكي، أن الخطة تتضمن أيضاً التزاماً بتجريد حماس من السلاح، فضلاً عن نزع السلاح الكامل لقطاع غزة وإقامة عملية لإزالة التطرف من المجتمع.
من الواضح أن كلّاً من حماس والحكومة الإسرائيلية سيحتاجان إلى تقديم تنازلات أكبر مما أبدياه حتى الآن، إذا كانت الخطة كما رُوّج لها تريد أن تُحقّق أي فرص للنجاح.
أطلقت القوات الإسرائيلية حملة في غزة ردّاً على الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي راح ضحيته نحو 1200 شخص وخُطف 251 آخرون كرهائن.
ومنذ ذلك الحين، قتل ما لا يقل عن 65,549 شخصاً في هجمات إسرائيلية على غزة، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وُحظر على الصحفيين الأجانب دخول غزة بشكل مستقل منذ أن شنت إسرائيل هجومها عام 2023 رداً على هجمات 7 أكتوبر.
مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس على إسرائيل بعد أكثر من أسبوع، يتمنى كثيرون في إسرائيل وغزة بحرارة ألا يضطروا إلى أن يعيشوا عاماً ثالثاً من الحرب.