في تصويرات ماغدا كير الخيالية: كائنات عملاقة شبيهة بالآلهة تسود عالماً بين الأبعاد

في تصورات ماجدة كيرك الخيالية تحكم شخصيات هائلة تشبه الآلهة عالمًا بينيّ الأبعاد مشكَّلًا من العاطفة والوعي الذاتي وإمكانات لا نهائية. تظهر هذه الكيانات بلا حرج، تتباهى أو تتمدّد أو تستعرض عضلاتها أو تستلقي في حالات سرمدية من النشوة. في هذا العالم تُشع درجات الفوشيا والبنفسجي والذهبي من داخل أجسادهم وخارجها، ناشرة بطانيات دافئة شهية تغطي كامل اللوحا. عارية دومًا، مرسومة بالوشوم، وأحيانًا ممتلئة بالفرو، هذه الأجساد الطاغية قد تُسحقنا لحظةً، لكنها تبدو محبّة وودودة وكأنها ستضمّنا بدل أن تنهشنا. بشعر وردي متدفق وملامحٍ عضلية، تمثل احتفالًا متناغمًا بقوة المذكر والمؤنث معًا. وعلى الرغم من صلابتها الظاهرة، تحمل في داخلها حساسية رقيقة تكشف عن تعدد وجوه الإنسانية.

تؤكد الفنانة المقيمة في بولندا أن تركيزها الأساسي منصب على صورة الجسد: كيف نهوس بها، وكيف نقارن أنفسنا بها، وكيف نرتبط بها. ومع ذلك يشعر الناظر أن لوحاتها تتعمق أبعد من مجرد انطباعات عن الجسد إلى كيفية توصيفنا لذواتنا عمومًا. تستعمل كيرك أشكالًا غير مألوفة تجعلنا فعلاً نفكّر في معنى هذا الموضوع بالنسبة لنا، وفي أن تصورنا للشكل المثالي لا يلزمه أن ينبع من بوصلة مادية بحتة، بل من موقف داخلي. عبر شخصيات درامية واستثنائية، ترتقي بمفهوم صورة الجسد إلى مستوى جديد؛ فهذه الأشكال المرهفة تتحدى القيود وتمنح القوة وتلهم رحلة قبول الذات. تلك الكائنات الغريبة هي انعكاسات لقوة نمتلكها في داخلنا.

تستمد هذه التكوينات الغريبة إلهامها من الأجساد المزخرفة والمُمجّدة لعارضي الأزياء ولاعبي كمال الأجسام وحتى شخصيات خيالية كالأبطال الخارقين، الذين تترك صورهم المتضخِّمة أثرًا ثقافيًا في هوياتنا الشخصية. تحب كيرك أن تلاعب هذه الفكرة وإمكانية إعادة توجيه النظرات الناقدة التي نحملها نحن البشر العاديون. تستخدم مزيجًا من الفكاهة والرعب والجمال والوحشية والرقة والعدوان لتتحدى العلاقة المركبة بين الجسد كموضوع وكموضوعٍ عليه. كما تتعمد تجنُّب رسم الوجوه لإبقاء شخياتها في منطقة غامضة؛ «الأجساد في عملي لا تملك هوية. بالنسبة لي هي شخصيات مفعمة بالحياة والعاطفة والخبرة. أحاول إظهار شخصيتها بطرق أخرى غير تعابير الوجه — عبر الحركة، وشكل الجسد، والوشوم، واللون.»

يقرأ  إعادة اكتشاف جدارية ووجناروفيتشفي كنتاكي بعد أربعة عقود

عبر عناصر من ثقافة البوب مثل الوشم، وكرافيتي الشوارع، والرسوم الكرتونية، تستلهم كيرك رموزًا أيقونية تعزز تعبير أجسادها. «الوشوم في عملي ليست ذات معنى رمزي مباشر، لكنها تمتلك تعبيرًا مُكتمِلًا كمزيج من الأشكال والدلالات»، تقول. تتراكب هذه الخربشات الحبرية بطريقة تكاد تكون مهووسة فوق محيطات من اللحم الوردي الممتلئ. غالبًا ما تتقوّى صورها بشخصيات كرتونية ودودة مثل القطط المبتسمة والخيول ذات القرن القافز. ومع ذلك، هناك طابع غامض يمرّ عبر هذه الزينة الجسدية يمنحها هالةً طفيفة من الجنون — تمامًا كطبيعة الإنسان الفوضوية، مزيج من الضحك والارتباك والنشوة والأسى.

«بالتأكيد، على أساس ذلك ثمة صراع بين امتلاك الجسد وأن تكون الجسد. كان ذلك هوسي الدائم وموضوعي المفضل للاستكشاف.»

أضف تعليق