قال نعيم قاسم إنّ جماعة حزب الله المسلحة لن تتخلى عن سلاحها، وذلك بعد عام من مقتل سلفه حسن نصرالله بقصف جوي استهدف جنوب بيروت.
وأمام الآلاف المحتشدين عند قبر نصرالله في العاصمة، وعد قاسم يوم السبت بالحفاظ على القدرات العسكرية للحزب، رغم أن هذه القدرات تراجعت بصورة ملحوظة إثر الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
«لن نتخلى عن سلاحنا، ولا سندعه يضيع»، قال قاسم مضيفاً أن الحزب سيستمر في «مواجهة أي مشروع يخدم اسرائيل».
تأتي تصريحاته بينما تعهَّدت الحكومة اللبنانية الجديدة علناً بترتيب سلاح الجماعة المدعومة من إيران.
تصاعدت التوترات في لبنان بين مؤيدي الحزب ومعارضيه في الأيام التي سبقت الذكرى السنوية الأولى لرحيل زعيمه الكاريزمي.
رغم أوامر رئيس الوزراء نواف سلام بمنع ذلك، عُرضت هذا الأسبوع صور لنصرالله ووريثه الظاهر هاشم صفي الدين — الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية قبل أسابيع من مقتله — على صخورٍ قبالة سواحل بيروت.
تدفق الآلاف من الرجال والنساء والأطفال صباح السبت وهم يرتدون السواد نحو مكان دفنه، حاملين صور القائد الراحل. كما حضر المشارَكة في التأبين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.
«جئنا لنقول لكل الناس في لبنان إن حزب الله ما يزال قوياً»، قالت فاطمة، التي استشهد زوجها في الحرب مع إسرائيل في سبتمبر الماضي.
ادلى علي جعفر، طالب جامعي يبلغ من العمر 21 عاماً، لوكالة الأنباء بأنه لا يعتقد أن تجريد حزب الله من سلاحه سيحدث.
«تسليم السلاح حلم الأعداء، الداخليين والخارجيين — لكنه سيظل حلماً مجرداً»، قال الشاب.
قُتل نصرالله في السابع والعشرين من سبتمبر من العام الماضي حين أُلقيت سلسلة من قنابل تدمير المخابئ على مجمع للحزب في جنوب بيروت؛ وكان قد قاد الحركة لأكثر من ثلاثين عاماً.
بعد أن شنت إسرائيل حربها على غزة احتجاجاً على هجمات حماس الدامية في السابع من أكتوبر 2023، أطلق حزب الله صواريخ باتجاه إسرائيل تضامناً مع الشعب الفلسطيني في القطاع الساحلي.
ولم تمضِ سنة على مشاركته في القتال حتى تعرض لضربة موجعة حين فجرت أجهزة المخابرات الإسرائيلية متفجرات كانت زرعت سراً داخل آلاف أجهزة النداء (البيجر) التي يستخدمها أعضاء الحزب للتواصل؛ وأسفرت تلك التفجيرات العشوائية عن سقوط العديد من المدنيين اللبنانيين بين قتيل وجريح، من بينهم طفلة تبلغ ثماني سنوات.
بينما استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية وقتلت نصرالله وقادة كبار آخرين ضمن حملة قصف جوية واسعة، أرسلت قوات برية بآلاف الجنود عبر الحدود لتدمير بلدات وقُرى واحتلال مناطق في جنوب لبنان.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر 2024 لإنهاء القتال، لا تزال القوات الإسرائيلية تحتل أجزاءً من الأراضي اللبنانية وتشن غارات جوية داخل لبنان تُسفر عن سقوط عدد كبير من المدنيين، فيما تُصرّ على أن كثيرين منهم من عناصر حزب الله.