أغلقت بولندا لفترة وجيزة جزءًا من مجالها الجوي جنوب شرق العاصمة وارسو، مشيرةً إلى «نشاط عسكري غير مخطَّط له»، وذلك بينما تشن روسيا موجة جديدة من الضربات على أوكرانيا.
شهدت سماء بولندا يوم الأحد نشر طائرات بولندية ومتحالفة تحسبًا لأي طارئ، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن تعزيز مهمته في بحر البلطيق ردًا على تسلل طائرات بلا طيار في الدنمارك وإبلاغات عن رؤى مماثلة في النرويج.
تُبرز التطورات الأخيرة تصاعد التوتر في المنطقة مع تراجع المساعي الدبلوماسية لحل الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، ما يثير مخاوف من امتداد الصراع ليشمل دولًا أوروبية أخرى.
قالت القوات المسلحة البولندية إنها أرسلت طائرات لاعتراض وحماية الأجواء بعد الضربات الروسية على أوكرانيا، ووصفت الإجراءات بأنها وقائية وتهدف إلى تأمين المجال الجوي وللّحماية المواطنين. أُغلق المجال الجوي فوق مدينتي لوبلين وشيشينْزوف مؤقتًا، وكان من المتوقع أن يستمر الإغلاق حتى وقت مبكر من الصباح.
من جهتها أفادت القوات الجوية الأوكرانية أن إنذارات غارات جوية كانت سارية في أنحاء البلاد اعتبارًا من الساعة 03:00 بتوقيت غرينيتش يوم الأحد ردًا على الضربات الروسية.
في وقت سابق من هذا الشهر، اعترضت قوات بولندية وقوات تابعة للناتو طائرات بلا طيار روسية اخترقت المجال الجوي البولندي، في أول مواجهة عسكرية مباشرة مع موسكو منذ بدء غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022.
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حلف الناتو والاتحاد الأوروبي من أن «أي عدوان على بلادي سيُقابَل برد حاسم». وخلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم السبت، أصر لافروف على أن موسكو لا تخطط لمهاجمة الغرب لكنها مستعدة للتحرك إذا ما استُفزّت.
أعلن الناتو يوم السبت عن تعزيز مهمته في بحر البلطيق بفرقاطة دفاع جوي ووسائل أخرى، بينها منصات للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، استجابةً لسلسلة حوادث وقعت في الدنمارك. وذكرت السلطات الدنماركية أنها رصدت طائرات بلا طيار غير معرّفة قرب منشآت عسكرية خلال الليل.
أُجبر مطار كوبنهاغن، الأكثر ازدحامًا في الدول الإسكندنافية، على الإغلاق لعدة ساعات عندما شوهدت عدة طائرات كبيرة بدون طيار في أجوائه، كما أُغلقت مؤقتًا خمسة مطارات دنماركية أصغر، مدنية وعسكرية، في الأيام التالية. وصفت السلطات الدنماركية هذه التوغلات بأنها هجمات هجينة، وقالت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن هذا الأسبوع إنها «أخطر عملية استهداف للبنية التحتية الحيوية الدنماركية حتى الآن».
في النرويج المجاورة، أعلنت الشرطة يوم السبت أنها تحقق في رصد محتمل لطائرات بلا طيار قرب قاعدة أورلاند الجوية في المنطقة الوسطى، وهي القاعدة الرئيسية لطائرات F-35 النرويجية. وقال متحدث باسم القيادة المشتركة للقوات المسلحة النرويجية لوكالة رويترز إن «الحراس في القاعدة لاحظوا عدة مشاهدات خارج محيط القاعدة في وقت مبكر من صباح السبت». وفي بيان مستقل لوكالة فرانس برس، قال برينيار ستوردال إن «المشاهدات على الأرجح لطائرات بلا طيار لكن التحقيق سيحدد حقيقة الأمر». وأضاف أن «اثنتين على الأقل من الطائرات بلا طيار طارتا في منطقة محظورة قرب القاعدة لنحو ساعة قبل أن تختفيا».
في ألمانيا، قال وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت يوم السبت إن «سربًا» من الطائرات بلا طيار شوهد يوم الجمعة فوق ولاية شليسفيغ-هولشتاين الشمالية التي تحد الدنمارك، وأضاف أنه يرغب في تعديل قوانين السلامة الجوية للسماح للقوات المسلحة بإسقاط الطائرات بلا طيار عند الضرورة.
أعلن وزراء دفاع نحو عشرة من دول الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة عن رغبتهم في إعطاء أولوية لبناء ما وصفوه بـ«جدار ضد الطائرات بلا طيار» لتأمين حدودهم. وردًّا على ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن هذه الإجراءات ستؤدي إلى «زيادة التوترات العسكرية والسياسية في قارتنا»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية ريا نوفوستي، واصفة الخطط بأنها «طموحات شخصية وألاعيب سياسية لنخب الاتحاد الأوروبي الحاكمة».