تركيا قد تُسخِّر طائراتٍ مُسيَّرَةً لدعم قافلةِ غزَّة

سفن تشكّل جزءًا من أسطول «جلوبال صمود» الذي يهدف إلى الوصول إلى غزة وكسر الحصار البحري الإسرائيلي.

طائرات تركية مسيّرة وفرقاطة تتابعان الأسطول قرب جزيرة كريت بينما يشق طريقه نحو غزة، في حين ترصد إيطاليا وإسبانيا واليونان تحركاته أيضاً.

وفق مواقع تتبّع الرحلات وتعليقات مفتوحة المصدر، يبدو أن أنقرة تستخدم طائرات مسيّرة لمراقبة الأسطول المتجه إلى غزة. ظهرت هذه الطائرات خلال اليومين الماضيين، ويُرجح أنها من نوعيات متقدمة ذات قدرة على التحليق لساعات طويلة متواصلة.

تُظهر المسارات أن هذه الطائرات تحوم فوق مناطق قريبة من مسار الأسطول، ويُعتقد أنها تنطلق من الأراضي التركية، مع إشارات إلى تدوير طائرات متعددة إلى مواقع قريبة من المجموعة المكوّنة من نحو أربعين سفينة التي تبحر ببطء جنوب شرق كريت.

موقع Greek City Times نقل تأكيدات بوجود طائرة تركية مسيّرة، وذكر أن «التوترات اشتعلت في شرق البحر المتوسط يوم الجمعة بعد أن عملت طائرات تركية مسيّرة وفرقاطة جنوب كريت، بحجة حماية أسطول جلوبال صمود، مجموعة سفن تبحر نحو قطاع غزة حاملة مساعدات إنسانية».

أسطول «جلوبال صمود» غادر المياه قبالة كريت أمس بعد أن رسى قرب جزيرة كوفونيسي، وقد قطع قرابة 55 ميلاً بحرياً حتى صباح 28 سبتمبر. سرعته تُقدَّر بحوالي خمسة عقدٍ بحرية في الساعة، ما يجعله يتقدم بوتيرة بطيئة.

لا تزال هوية المنصة المسيّرة المستخدمة من قبل انقرة غير واضحة، لكن الطائرة التركية «أنكا» قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة، فيما نسخة Anka‑S يمكن أن تعمل حتى 30 ساعة وعلى ارتفاع يصل إلى نحو 30 ألف قدم، وهو ارتفاع يجعل رؤيتها من على متن السفن أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

غريتا ثونبرغ وأحد أفراد طاقم سفينتها يلوحان بعلامات النصر من على متن إحدى السفن، كجزء من أسطول «جلوبال صمود» الساعي للوصول إلى غزة وكسر الحصار البحري الإسرائيلي، أثناء إبحارهما قبالة جزيرة كريت، اليونان، 25 سبتمبر 2025. (تصوير: رويترز/ستيفانوس رابانيس)

يقرأ  جمعية: أفعال إسرائيل في غزة تُعدّ إبادةً جماعية

إمكانية تواجد طائرة تركية تزيد من أوجه الرد العسكري على الأسطول؛ فقد أعلنت إيطاليا وإسبانيا في 24 سبتمبر أنهما سترسلان سفناً بحرية لمراقبة الأسطول أو لمؤازرته بعد أن زعمت المجموعة أنها تعرّضت لهجمات بطائرات مسيّرة مساء 23–24 سبتمبر.

وأضافت إيطاليا أنها سترسل سفينة ثانية، ووصلت واحدة من هذه السفن على الأرجح في 25 سبتمبر. كما أرسلت منظمة طبية غير حكومية اسمها Emergency سفينتها الداعمة الكبيرة «لايف سبورت».

بحسب Greek City Times ومحللين يتابعون بيانات الطيران المفتوحة، تحمل الطائرة التركية المكشوفة للمراقبة المعنية نداء النداء VATOZ21. وكتبت وسائل الإعلام اليونانية أن «طائرة تركية بالنداء VATOZ21 تحلّق باستمرار فوق الأسطول تراقب النشاط على بعد بضعة كيلومترات فقط من ساحل كريت. وأُطلقت طائرة تركية ثانية في نفس المنطقة يوم الخميس لتُعزز الوجود الجوي لأنقرة».

تقرير آخر زعم رصد فرقاطة تركية، ومن المعروف أن تركيا ومصر أجرتا تدريبات بحرية مؤخراً. وذكرت التقارير اليونانية أن خفر السواحل اليوناني رصد الأسطول كذلك، كما حلّقت مقاتلات F‑16 يونانية قرب المناطق ذاتها.

«الامتداد الأخير»
الصحافة التركية تتابع تقدّم الأسطول عن كثب. أنقرة أبدت دعماً قوياً للفلسطينيين ومواقف معارضة لإسرائيل في السنوات الأخيرة. منظمو الأسطول يصفون المرحلة الراهنة بأنها «الامتداد الأخير» أثناء انطلاقهم من اليونان نحو غزة.

وقال الأسطول في 28 سبتمبر: «الامتداد الأخير هنا. بعد أسابيع في البحر، يبحر الأسطول بصلاة الملايين وآمال أطفال غزة». الأسطول على بعد نحو 400 ميل بحري من غزة، ومن المتوقع أن يستغرق على الأقل ثلاثة أيام للوصول إلى سواحل إسرائيل بالوتيرة الراهنة.

غيّر مساره قليلاً في 28 سبتمبر باتجاه ميناء الإسكندرية المصري، ولا يتضح ما إذا كان سيتوقف في مصر في طريقه إلى غزة. لو استمرّ على منحاه الحالي قد يستغرق الوصول إلى غزة أربعة أيام، مما يعني إمكانية الوصول في عيد كيبور. أما التوقف في مصر فسيضيف أياماً إضافية، إذ تظل سرعة الأسطول متواضعة بنحو 4–5 عقد بحرية في الساعة.

يقرأ  حلفاء أوكرانيا يتفقون على ضمانات أمنية

أضف تعليق