جولات طائراتٍ من دون طيار خلال الأسبوع الماضي أدت إلى إغلاق مؤقت لعدد من مطارات الدنمارك، مما أثار مخاوف أمنية في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.
أعلنت الدنمارك حظراً على تحليق الطائرات المدنية بدون طيار في مجالها الجوي قبيل قمة للاتحاد الأوروبي، بعد رصد طائرات من دون طيار عند مواقع عسكرية مختلفة خلال الليل يوم السبت. البلاد النوردية كانت في حالة تأهب إثر سلسلة حوادث طائرات من دون طيار خلال الأيام الماضية تسببت في إغلاق عدة مطارات.
سيظل الحظر سارياً من الاثنين وحتى الجمعة من الأسبوع المقبل، حين تستضيف الدنمارك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من هذا العام، قادة أوروبيين.
“نحن اليوم في وضع أمني صعب، ويجب أن نضمن أفضل ظروف عمل ممكنة للقوات المسلحة والشرطة حين تكونان مسؤولة عن الأمن خلال قمة الاتحاد الأوروبي”، قال وزير الدفاع ترولس لوند بولسن في بيان صدر يوم الأحد.
عناصر الشرطة وقفوا في مواقعهم بعد إغلاق الحركة في مطار كوبنهاغن إثر رصد طائرات من دون طيار في 22 سبتمبر 2025. [Ritzau Scanpix/Steven Knap/Reuters]
قالت وزارة الدفاع في بيان أصدرته في وقت سابق من اليوم إنها “نشرت عدة قدرات” بعد رصد الطائرات، من دون أن تفصل في نوعية النشر أو عدد الطائرات أو المواقع التي لوحظت فيها.
تأتي الحادثة الأخيرة بعد يوم من إعلان التلاحف الأطلسي (ناتو) أنه يرقّي مهمته في بحر البلطيق عبر نشر فرقاطة دفاع جوي استجابةً لتسلل الطائرات في الأجواء الدنماركية.
في رسالة مرسلة إلى وكالة رويترز، قالت الناتو إنها “ستنفّذ رقابة معزّزة أكثر عبر أصول متعددة الميادين في منطقة بحر البلطيق”.
وأضافت أن الأصول الجديدة تتضمن منصات استخبارات ومراقبة واستطلاع وعلى الأقل فرقاطة دفاع جوي واحدة.
أُغلق مطار كوبنهاغن يوم الاثنين لساعات بعد رصد عدد من الطائرات الكبيرة من دون طيار في مجالها الجوي. وفي الأيام اللاحقة أُغلقت مؤقتاً خمسة مطارات دنماركية أصغر، مدنية وعسكرية على حد سواء.
«هجوم هجيني»
وصفت وزارة النقل الدنماركية أن “كل تحليق الطائرات المدنية من دون طيار في الأجواء الدنماركية سيُحظر … لإزالة خطر الخلط بين طائرات العدو والطائرات القانونية والعكس صحيح”.
“لا يمكننا قبول أن تُحدث طائرات أجنبية حالة عدم يقين واضطراب في المجتمع كما شهدنا مؤخراً. وفي الوقت نفسه، ستستضيف الدنمارك قادة الاتحاد الأوروبي في الأسبوع القادم، حيث سنولّي أولوية قصوى للأمن”، قال وزير النقل توماس دانيلسن في بيان.
وذكرت الوزارة أن “مخالفة الحظر قد تُؤدي إلى غرامة أو السجن لمدة تصل إلى سنتين”.
تستضيف الدنمارك قادة الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء، يعقبها يوم الخميس قمة للمجتمع السياسي الأوروبي الأوسع الذي يضم 47 عضواً، والذي أُسس لربط الاتحاد الأوروبي بدول أوروبية صديقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا في 2022.
وصفت الدنمارك الحوادث بأنها جزء من “هجوم هجيني”. ولم تذهب إلى تسمية جهة معينة بالمسؤولية بشكل قطعي، لكن رئيسة الوزراء ميتّ فريدريكسن ألمحت إلى احتمال ضلوع موسكو، واصفة روسيا بأنها “الدولة التي تشكل تهديداً للأمن الأوروبي”. الكرملين ينفي أي مسؤولية.
قال الأمين العام لحلف الناتو مارك روتِّه الأسبوع الماضي إن احتمال تورط روسيا لا يمكن استبعاده — اتهام رفضته موسكو بالفعل.
وصلت فرقاطة ألمانية للدفاع الجوي إلى كوبنهاغن يوم الأحد للمساعدة في مراقبة الأجواء خلال الفعاليات الرفيعة المستوى.
وفي الوقت نفسه، جاءت هذه التوغلات بالتزامن مع اتهام إستونيا الأسبوع الماضي لروسيا بانتهاك مجالها الجوي عبر ثلاث مقاتلات ميغ-31 لمدة 12 دقيقة قبل أن تصحبها مقاتلات إيطالية تابعة للناتو إلى خارج المجال الجوي الإستوني.
روسيا بدورها نفت أن طائراتها انتهكت الأجواء الإستونية.
وفي كلمة أمام الأمم المتحدة يوم السبت، شنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هجوماً على الاتهامات الغربية، متّهماً الغرب بإثارة الذعر بشأن احتمال نشوب “حرب عالمية ثالثة”.
“اتُهِمت روسيا بأنها تكاد تخطط لمهاجمة دول الناتو والاتحاد الأوروبي. الرئيس [فلاديمير] بوتين نقض هذه الاستفزازات مراراً وتكراراً”، قال لافروف.