فوز حزب مولدوفا المؤيد للاتحاد الأوروبي في انتخاباتٍ تشوبها اتهامات بتدخل روسي

انتصار حاسم للحزب الحاكم الموالي للغرب في انتخابات برلمانية اعتُبرت خياراً فاصلاً بين الارتباط بأوروبا والانزلاق نحو موسكو

نُشر في 29 سبتمبر 2025

حسم الحزب الحاكم الموالي للغرب فوزاً واضحاً في الانتخابات البرلمانية التي شابتها اتهامات بتدخل روسي، والتي وُصفت على نطاق واسع بأنها استفتاء حول بقاء مولدوفا في مدار أوروبا أو انتقالها إلى مدار موسكو.

مع فرز تقارير غالبية مراكز الاقتراع حتى يوم الإثنين، أظهرت البيانات الانتخابية أن حزب العمل والتضامن الموالي للاتحاد الأوروبي حصل على ما يقرب من 50.2% من الأصوات، في حين نالت الكتلة الوطنية الموالية لروسيا نحو 24.2% بحسب وكالة أسوشيتد برس. وجاءت كتلة “ألترناتيفا” الموالية لروسيا في المرتبة الثالثة، تلاها حزب «حزبنا» الشعبوي.

كانت ورقة الاقتراع الحاسمة قد وضعت، يوم الأحد، حزب العمل والتضامن الحاكم في مواجهة عدد من خصومه الموالين لروسيا. قبيل التصويت، حذّر رئيس الوزراء دورين ريتشيان من تدخلات روسية، مشيراً إلى أن موسكو تنفق «مئات الملايين» من اليورو في إطار ما وصفه بـ«حرب هجينة» تهدف إلى اختراق السلطات، ووصف الأمر بأنه «المعركة النهائية من أجل مستقبل بلادنا».

نفت روسيا الاتهامات الموجهة إليها بشأن شن حملات تضليلية ومحاولات شراء أصوات وإثارة الاضطرابات.

جغرافياً تقع مولدوفا محاطة براً بين أوكرانيا ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي. وخلال السنوات الأخيرة تحركت البلاد غرباً، حيث نالت صفة مرشح للاتحاد الأوروبي عام 2022، بعد وقتٍ قصير من غزو روسيا لأوكرانيا.

وصف كريستيان كانتير، أستاذ العلاقات الدولية المساعد في جامعة أوكلاند، فوز حزب العمل والتضامن بأنه «انتصار واضح للقوى الموالية لأوروبا في مولدوفا، ما سيتيح ضمان استمرارية المسار خلال السنوات القليلة المقبلة في سعيها نحو الاندماج الأوروبي». وأضاف أن «أغلبية الحزب توفر عليه عناء تشكيل ائتلاف كان ليكون على الأرجح غير مستقر ويُبطئ وتيرة الإصلاحات المطلوبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي». ومع ذلك حذّر من أن مولدوفا ستظل في بيئة جيوسياسية صعبة تتسم بمحاولات روسيا لسحبها إلى نطاق نفوذها.

يقرأ  عودة أكثر من ٩٠٪ من سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة مع تقدم أعمال إعادة الإعمار

تميز يوم الاقتراع بسلسلة حوادث، شملت تهديدات بعبوات ناسفة في مراكز اقتراع متعددة في الخارج، وهجمات إلكترونية استهدفت منظومات الاقتراع والبنية الحكومية، وتوثيق ناخبين لأوراق اقتراعهم بالتصوير، ونقل بعض الأوراق بشكل غير قانوني إلى مراكز اقتراع. كما تم توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تخطيطهم لإثارة الاضطرابات بعد الاقتراع.

وصفت الرئيسة مايا ساندو التصويت يوم الجمعة بأنه «أهم انتخابات في تاريخ البلاد»، قائلة عبر حسابها على منصة X إن «نتيجتها ستقرّر ما إذا كنا سنعزّز ديمقراطيتنا وننضم إلى الاتحاد الأوروبي، أم ستجرّنا روسيا إلى منطقة رمادية تجعلنا مخاطرة إقليمية».

في الوقت نفسه، دعا ريتشيان كل مولدوفي في الداخل وفي أوروبا للانخراط: «لا يمكننا تغيير ما تفعله روسيا، لكن يمكننا أن نغيّر ما نفعله كشعب. حوّلوا القلق إلى تعبئة وفعل مدروس… ساهموا في إحباط مخططاتهم».

أضف تعليق