وكالة «ميزان» الإيرانية نقلت أن بهمن تشوبياسل أُعدم بعد اتهامه بالقاء لقاءات مع مسؤولين من الموسّاد، في تنفيذ يعد العاشر من نوعه منذ الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
نُشر الخبر في 29 سبتمبر 2025، وذكرت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية أن المتهم كان قد عمل في «مشروعات اتصالات حسّاسة». وقالت الوكالة إن «الهدف الرئيس للموساد من استمالة تعاون المتهم كان الحصول على قواعد بيانات المؤسسات الحكومية وإحداث اختراق في مراكز بيانات إيرانية، إلى جانب أهداف ثانوية أخرى شملت التحقيق في مسارات استيراد الأجهزة الإلكترونية».
أضافت الوكالة أن محكمة الاستئناف العليا رفضت طعن المتهم وأكدت حكم الإعدام بتهمة «الإفساد في الأرض».
يُعد تشوبياسل ثاني شخص يُعدم هذا الشهر بعد إعدام بابك شهبازي، الذي اعتُقل أيضاً بتهم التجسس لصالح إسرائيل، بينما تقول ناشطات ومنظمات حقوقية إن شهبازي اعترف قسراً بعد تعرضه للتعذيب، بعدما كتب رسالة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعرض فيها القتال في كييف.
في سياق صراع طويل ومتصالب مع إسرائيل، ومنذ اندلاع القتال المكثف في يونيو، نفذت إيران أحكام إعدام بحق عدد من الأفراد المتهمين بصلات مع الموساد وتسهيل عملياته داخل البلاد. وتُشير معلومات حقوقية إلى أن عشرة أشخاص على الأقل نُفذ بحقهم حكم الإعدام بتهم التجسس منذ اندلاع النزاع في يونيو.
الهجوم الإسرائيلي في يونيو تضمن 12 يوماً من الضربات الجوية استهدفت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين في إيران، بالإضافة إلى أحياء سكنية مدنية، وردّت طهران بقصف صاروخي وطائرات مسيّرة. كما نفذت الولايات المتحدة ضربات واسعة على مواقع نووية إيرانية لصالح إسرائيل خلال تلك المواجهة. وتقول منظمة العفو الدولية إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1100 شخص.
على خلفية الحرب واحتقانات داخلية متصاعدة بسبب الاقتصاد وحقوق النساء ومطالب بتغيير النظام، شهدت إيران تشديداً في الأحكام واللجوء إلى عقوبة الإعدام بصورة أكبر. وتقدر منظمات مثل «إيران هيومان رايتس» ومركز عبد الرحمن برومند لحقوق الإنسان في إيران أن عدد المنفَّذين للأحكام في 2025 تجاوز الألف، مع التحفّظ على أن الرقم قد يكون أعلى نظراً إلى عدم إعلان السلطات لكل حالة إعدام.
وفي الوقت نفسه، يخشى الإيرانيون من مزيد من الأزمات الاقتصادية واحتمال تجدد القتال مع إسرائيل، بعد أن أعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة تلقائياً عقب تفعيل آلية «الاستئناف الفوري» من قبل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي عام 2015 — ما أعاد طهران، بعد نحو عقد من الزمن، إلى دائرة عقوبات دولية متجددة.