«النجم الهندي في قلب الجدل حول وفيات التدافع»

نجمة سينمائية تحوّلت إلى سياسي في قلب أزمة دامية بعد تدافع بمهرجانٍ انتخابي

وقعت مأساة في إقليم تاميل نادو بجنوب الهند خلال تجمع حاشد لحزب أطلقه النجم السينمائي فيجاي العام الماضي، حيث أدت موجة تدافع مفاجئة إلى وفاة نحو أربعين شخصًا وإصابة آخرين. شهد المكان تكدس عشرات الآلاف من الحاضرين عندما كان فيجاي يلقي كلمة، ما أثار جدلاً واسعًا حول تنظيم الحدث وإجراءات الأمن.

من هو فيجاي؟
فيجاي، المولود باسم جوزيف فيجاي تشاندراسخار، من عائلة فنية — أب مخرج وأم مطربة — وبدأ التمثيل طفلاً. على مدار عقود أصبح واحدًا من أكبر نجوم السينما التاميلية، معروفًا بحرفته في أفلام الحركة والرومانسية والرقص المميز الذي أكسبه جماهيرية واسعة. حصدت أعماله إيرادات ضخمة حتى عندما نالت بعضها نقدًا لاذعًا؛ من بين أفلامه الناجحة: Ghilli، Pokkiri، Thuppakki وKaththi، كما أن أفلامًا أحدث مثل Beast وThe Greatest of All Time حققت أرقامًا تجارية كبيرة.

أطلق أنصاره عليه لقب Ilaya Thalapathy أو «القائد الشاب»، وحفلت قاعات العرض بالمشاهدين في أيام صدور أفلامه. قرار فيجاي ترك التمثيل والانخراط في السياسة بدوام كامل فاجأ كثيرين؛ أعلن أن فيلمه القادم Jana Nayagan سيكون آخر أعماله السينمائية قبل التفرغ الكامل للحياة السياسية.

لماذا دخل السياسة؟
دخل عدد من نجوم السينما في جنوب الهند الساحة السياسية مستندين إلى شعبيتهم ونفوذهم الجماهيري؛ وقد سلكت هذه المسارات شخصيات بارزة سابقة مثل إم.جي. راماشاندران (MGR) وجايالاليثا، اللذين تحولا من نجومية سينمائية إلى رؤوس أحزاب وزعامات إقليمية قوية. وفي المقابل، فإن تجارب أخرى كحركة كمال حسن وجوْرهان راجينكانت قد أظهرت محدودية النجاح الانتخابي لبعض النجوم لأسباب تتعلق بنقص البنية التنظيمية والخبرة الحزبية.

ما الذي حدث في التجمع ومن يلوم من؟
السلطات المحلية وشرطة الولاية تقول إن منظمي التجمع — حزب تاميلاجا فيتري كاظاغام (تي في كيه) — قلّلوا من حجم الحضور المتوقع ولم يتخذوا احتياطات كافية. بالمقابل، يتهم أنصار فيجاي جهات حكومية بعدم توفير قوات شرطية كافية أو السماح بمكانٍ أكثر أمانًا لإقامة المهرجان. الحادث أثار سجالًا سياسياً بين المعارضة والحكومة، ومطالبات بالتحقيق والمساءلة، بل وصل الأمر إلى دعواتٍ لاعتقال النجم، رغم أن حكومة الولاية التي تقودها حركة ديمقراطية قوية تتعامل بحذر بسبب شعبيته الكبيرة.

يقرأ  كيف قضت النخب على الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة وأعطت الشعبوية زخماً — سياسة

التحقيق والإجراءات القادمة
أُعلن عن تشكيل لجنة تحقيق من عضو واحد لبحث أسباب التدافع. وتعهد رئيس وزراء الولاية إم. كيه. ستالين باتخاذ إجراءات بناءً على تقرير اللجنة خلال الشهرين القادمين. كما تقدّم حزب تي في كيه بطلب أمام محكمة مادراس العليا لاستصدار تحقيق اتحادي في الحادث، ومن المقرر أن تُنظر المحكمة في الملف قريبًا.

من جانبه، اعتبر فيجاي الحادث «مأساة تحطمه»، وأعلن تقديم تعويضات مالية لأسر الضحايا والجرحى، لكنه تعرض لانتقادات لعدم زيارته المصابين حتى الآن. يظل التساؤل عن أثر الحادث على مسيرته السياسية وشهرته الجماهيرية معلقًا — فهل سيخسر الزخم الشعبي أم سيبقى تأثيره قوياً رغم الجدل والاتهامات؟

خاتمة
حوادث التدافع في التجمعات السياسية ليست بغريبة على المشهد الهندي، وغالبًا ما يتحول ملف المسؤولية إلى لعبة اتهامات بين منظّمين وسلطات. ما يحدد مسار الأحداث الآن نتائج التحقيقات القضائية والإجراءات التي تُتخذ لمعالجة نقاط الضعف في تنظيم التجمعات العامة، فضلاً عن قرار الجمهور نفسه تجاه قيادته الفنية التي تحولت إلى زعامة سياسية. اجراءات المحاكمة والشفافية في التحقيق ستكونان مفتاح إنجاز العدالة ومنع تكرار مثل هذه المآسي.

أضف تعليق