بيرو: اشتباكات بين الشباب والشرطة في احتجاجات مناهضة للحكومة

مواجهات في ليما وتطويق مبنى الكونغرس

تجمّع مئات الشبان في عاصمة بيرو، ليما، خلال عطلة نهاية الأسبوع، في احتجاجات ترافقت مع اشتباكات مع الشرطة أمام مبنى الكونغرس الذي حُوِّطَ بأسلاك وحواجز معدنية. وأفادت منظمات حقوقية بأن ما لا يقل عن 18 متظاهراً أصيبوا في تظاهرات السبت والأحد، بينما تعرّض عنصر شرطة لحروق، وفق مسؤولين محليين.

شارك في المسيرات شبان تقل أعمارهم عن الثلاثين أساساً، إلى جانب سائقين للحافلات والتاكسيات ونقابات نقل، ساروا نحو مبنى الكونغرس للتعبير عن غضبهم من فضائح الفساد وتفاقم مظاهر انعدام الامن. بعض المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بالحجارة وقذائف صغيرة، فواجهتهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية، بحسب مراسلة وكالة الأنباء.

انطلقت الاحتجاجات في 20 سبتمبر احتجاجاً على إصلاح معاشات أُقِرّ أواخر الشهر، يقضي بإلزام الشباب بالتحويل إلى صناديق تقاعد خاصة. وانتشرت في المسيرة مجموعات من النسويات وطلاب الجامعات والعاملين في قطاع النقل، الذين يؤكدون أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لمواجهة جرائم الابتزاز التي تفرضها عصابات من بينها ميليشيا “ترين دي أراجوا” المنطلقة من فنزويلا، والتي تجبر السائقين على دفع ما يعرف بـ«أموال الحماية».

وتهمّ النشطاء الشرطة بالتغاضى عن هذه الممارسات، بينما حمل بعض المحتجين لافتات كتب عليها: «نطالب بحياة بلا خوف». وقالت مراسلات إن عدداً من شبان جيل الألفية حاولوا اقتحام الحواجز الأمنية التي نصبتها الأجهزة حول مبنى الكونغرس.

من جانبها، انتقدت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان (CNDDHH) ما وصفته برد فعل مفرط من قِبَل الشرطة. وقالت المحامية مار بيريز لوكالة الأنباء إن «لم تكن هناك مبررات لرشّ هذه الكميات الكبيرة من الغاز المسيل للدموع، بل ولا لمهاجمة الناس»، في إدانة واضحة لتعامل الأمن مع المتظاهرين.

يقرأ  طالبان تحظر كتبًا ألّفتها نساء من جامعات أفغانستان

وشدّد المحتجون أثناء تقدمهم صوب المبنى على هتافات توحّدهم من أجل «بيرو التي نستحقها»، وترديد النشيد الوطني عند بلوغ الحواجز. ويعبر كثير من البيروفيين عن امتعاضهم من أداء الكونغرس، متهمين نوَّابه برفع رواتبهم وتجاهل معاناة الناس؛ فكما قالت شابة في تصريح لإحدى القنوات المحلية: «هؤلاء يرفعون رواتبهم ويقتلوننا كأننا ذباب، نحن بحاجة إلى تغيير جذري، لقد مُلِلْنا من هذا الوضع».

وفيما تواجه الرئيسة دينا بولوارتي نسب موافقة متدنية منذ أشهر، أثار قرارها مضاعفة راتبها في يوليو الماضي استياءً واسعاً ووصفه الكثيرون بـ«المشين» في ظل تردي شعبيتها. وتنتهي ولايتها في يوليو من العام المقبل.

أضف تعليق