قضت محكمة جنايات النجف بسجن عراقي مؤبداً بعد إدانته بتجنيد وتهريب أشخاص إلى روسيا للقتال في الحرب ضد أوكرانيا. وأوضحت المحكمة في بيان مقتضب أن المتهم، إلى جانب آخرين، شكّل مجموعات أُرسلت للقتال في دول أجنبية مقابل مبالغ مالية، وأن الحكم الصادر استند إلى قانون عام 2012 الذي يجرّم تجنيد أو نقل أشخاص بغرض الاستغلال.
وذكرت مصادر قضائية وأمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها لعدم صلاحيتها للتصريح، لوكالة الأسوشييتد برس أن المتهم هو ريسان فلاح كامل. ولم تُعلن لغاية الآن أسماء إضافية ولا نص الاتهام الرسمي الكامل.
تشير تقديرات وسائل إعلام محلية إلى أن آلاف المتطوّعين الأجانب شاركوا في القتال إلى جانب الطرفين خلال سنوات المواجهة الأربع. وفي مطلع سبتمبر اعترفت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي بوجود مواطنين عراقيين يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي، مؤكدة أنها ستتابع التحقيق في التفاصيل وتعمل على إيقاف هذه الظاهرة.
تفيد تقارير أخرى بأن كثيرين جذبهم المال أو أمل استخدام الخدمة العسكرية كوسيلة للانتقال لاحقاً إلى دول أوروبية.
على الساحة الدولية، أرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود وكميات كبيرة من الذخائر لدعم روسيا على الجبهة، خصوصاً عندما كانت تدافع عن مناطق حدودية مثل كورسك، وفق مسؤولين أميركيين وكوريين جنوبيين. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في بكين مُؤخّراً، مقدمين إشادة بتعميق الشراكة العسكرية بين البلدين.
ووصف بوتين ما أسماه شجاعة الجنود الكوريين الذين شاركوا في صد التوغّل الأوكراني في منطقة كورسك، فيما قال كيم إن التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ “تعزز بشكل كبير” منذ توقيع مذكّرة شراكة استراتيجية في يونيو 2024. وأضاف كيم: “إن كان بوسعي أن أقدّم أي شيء لكم ولشعب روسيا، وإن كان هناك ما ينبغي القيام به أكثر، فسأعتبره واجباً أخوياً وسأبذل كل ما أستطيع للمساعدة.”
في سياق متصل، قبضت القوات الروسية العام الماضي على رجل بريطاني يقاتل مع القوات الأوكرانية في كورسك. كما أعلنت أوكرانيا هذا العام اكتشاف واعتقال بعض مواطنين صينيين كانوا يقاتلون لصالح الجيش الروسي. وتظل الصين، رغم دعمها الاقتصادي لروسيا خلال الحرب، ملتزمة بعدم تزويدها بأسلحة وعتاد عسكري، مؤكدة على موقفها الرسمي المحايد ودعمها للحلول الدبلوماسية.