مبيعات الفن المسائية في هونغ كونغ تبلغ ١٣٦ مليون دولار وسط تحرٍّ حذر في السوق

مبيعات خريفية في هونج كونج: نهاية أسبوع متحفظة أكثر منها انتعاشاً

خلال عطلة نهاية الأسبوع، أقامت كبرى دور المزاد في هونج كونج مبيعاتها الخريفية. لم تحدث كوارث سوقية—لم نشهد مثلاً فشل تمثال جيّاكو ميتي بقيمة 70 مليون دولار—إلا أن النتائج بدت أقرب إلى «الوضع الطبيعي الجديد» المتحفظ منه إلى انتعاش يتطلع إليه البعض، خصوصاً مع وجود قطع قيّمة مرتقبة في نيويورك خلال نوفمبر.

برزت نتائج قوية لأسماء راسخة في السوق مثل بابلو بيكاسو، يايوي كوساما، يوشيتومو نارا، ومارك شاغال، بينما شهدت الأعمال «المعاصرة للغاية» التي كانت قبل سنوات قليلة تحطم أرقاماً قياسية وخاصة في هونغ كونغ أداء أضعف.

أرقام كلية وأسباب الفارق
جُمعت مجتمعةً من كريستيز وفيليبس وسوثبيز 136.3 مليون دولار عبر مبيعات الأمسيات خلال عطلة الأسبوع، أي أقل بكثير من 208.6 مليون دولار التي حصدتها المبيعات المعادلة في الخريف الماضي. الرقم الأخير كان مدعوماً إلى حد كبير بمزاد كريستيز الافتتاحي في مقره الجديد الفخم في ذا هندرسون، والذي وحده جلب 134 مليون دولار عن 43 قطعة. بالمقارنة، حقق بيع كريستيز للأعمال في القرنين العشرين والحادي والعشرين هذا العام 72.7 مليون دولار على 38 قطعة—هبوط بنسبة 46%—وأصبح أقرب إلى نتيجة المزاد المماثل في مارس (73.3 مليون دولار). (جميع الأسعار بالدولار الأميركي وتشمل عمولة المشتري ما لم يُذكر خلاف ذلك.)

أداء كريستيز
افتتح مزاد كريستيز يوم الجمعة بقوة: اللوحة الأولى—«Mattino di primavera» (Salvo، 2007)—بيعت بأكثر من ثلاثة أضعاف تقديرها الأعلى، عند نحو 650,000 دولار. فشل ثلاث قطع فقط من أصل 38 في البيع، بينها «Self‑Portrait in Villa Borghese» (أدريان جينيه، 2023) و«Table With Conversation» (ديفيد هوكني، 1988)، اللتان لم تجدا مشترين في القطعتين 5 و9 على التوالي.

النجمة الكبيرة كانت بيكاسو: «Buste de femme» (1944) تضاعفت تقريباً مقارنة بتقديرها الأعلى (13.6 مليون دولار) لتبلغ 25.3 مليون دولار—سجل مزاد جديد للفنان في آسيا. كذلك تفوقت لوحة بيكاسو الأخرى «Nu assis appuyé sur des coussins» (1964) على التوقعات وبيعت بمبلغ 4.14 مليون دولار مقابل تقدير أعلى قدره 3.85 مليون دولار. كلتا القطعتين كانتا مضمونتين من طرف ثالث.

يقرأ  السلطات تعتقل ١٣ مشتبهًا بقتل مسؤولين في مكسيكو سيتي — أخبار الجريمة

في مؤشر على تحولات السوق، بيعت لوحة لوسي بول «8:50» (2020)—التي سجّلت آنذاك رقماً قياسياً على مستوى المزاد بقيمة 1.46 مليون دولار لدى فيليبس هونغ كونغ عام 2022—بنحو 604,000 دولار، أي أقل بقليل من تقديرها الأعلى البالغ 643,000 دولار. (الرقم القياسي الحالي للوسي بول هو 2.38 مليون دولار، سجلته كريستيز هونغ كونغ في سبتمبر الماضي.)

أسماء آسيوية وأرقام لافتة
حقق زينغ فانزهي «Untitled 09-1-5» (2008) 1.16 مليون دولار مقارنة بتقدير أعلى يبلغ 643,000 دولار، وبيعت لوحة أخرى من سلسلة القناع «Mask Series 1999 No. 2» في فيليبس يوم السبت بمبلغ 1.32 مليون دولار، قرب تقديرها الأدنى.

بشكل عام، كانت الأسعار مهيأة للبيع: 14 من أصل 38 قطعة تجاوزت تقديراتها العليا، وسبع أخرى اقتربت من الطرف الأعلى من التوقعات. ثلاثة قطع فقط بيعت بأقل من التقديرات—أعمال دانا شوتز، تشين في، وإيسي وود.

فيليبس: نظام المزايدة الأولوي ونتائج متباينة
أقامت فيليبس يوم السبت مزادها للعصر الحديث والمعاصر وحققت 20.6 مليون دولار عن 20 قطعة، مسجلة تراجعاً طفيفاً بنسبة 6.5% عن بيع نوفمبر 2024 الذي بلغ 22 مليون دولار لنفس عدد القطع. انطلق المزاد أيضاً بزخم: «Basic Knot» لفيرينسي لاي (2016) تضاعف أكثر من ضعفين من تقديره الأعلى البالغ 25,600 دولار ليصل إلى 61,000 دولار، وتبعه عمل مريم كاهن «flüchtling, 17/18′ 12’02» (2002) الذي بيع بقليل فوق التقدير عند 166,000 دولار.

تصدر نارا الأمسية بعمله «Pinky» (2000) الذي جلب 7.28 مليون دولار، فوق تقديره الأعلى بقليل. كما تألّق أسماء زرقاء الشريحة مثل آندي وارهول وبيكاسو، وبرزت لوحة مميزة للفنان الياباني إيزومي كاتو الذي حقق أيضاً أداءً جيداً في كريستيز في مارس.

استراتيجية عرض بلا حد أدنى (no reserve) لمجموعة ست قطع لجافير كاليخا («Six Works»، 2017) لم تنجح: العمل لم يتجاوز 50,000 دولار مقابل تقدير يتراوح بين 154,000 و282,000 دولار. معظم القطع الأخرى جاءت ضمن نطاق التقديرات.

يقرأ  نُقلت قطع أثرية من مبنى في غزة قبل ضربة يُشتبه بأنها إسرائيلية

أشارت دانيل سُو وريبيكا هو، رئيستا مزادات فيليبس هونغ كونغ ورئيسة بيع الفن الحديث والمعاصر على التوالي، في بيان بعد البيع إلى أن إطلاق نظام «المزايدة ذات الأولوية» كان مبشراً. أعلن عنه في يوليو، ويمنح مشترين قدموا عروضاً كتابية قبل 48 ساعة خصماً على عمولة المشتري؛ وبحسب فيليبس، فقد استفادت 54% من القطع المباعة خلال مبيعات الأمسيات واليوم من عروض الأولوية.

سوثبيز: تماسك نسبي ومزايدات إقليمية
اختتمت سوثبيز عطلة الأسبوع يوم الأحد بمزادها للعصر الحديث والمعاصر، بعد عام على افتتاح مقرها الجديد في Landmark Chater. حقق المزاد 43 مليون دولار على 38 قطعة—هبوط بنسبة 17% عن 52.6 مليون دولار في الخريف الماضي على 27 قطعة، لكنه ارتفاع بنسبة 13% عن بيع الربيع المعادل (38.3 مليون دولار على 42 قطعة). فشلت قطعتان في البيع وسحبت أربع أعمال قبل العرض.

كما كان واضحاً طوال عطلة الأسبوع، صيغت التقديرات لتحريك المادة، إذ تجاوزت أكثر من ثلث الأعمال تقديراتها العليا. الإجمالي النهائي وقع تماماً ضمن نطاق التوقعات قبل البيع (31–47 مليون دولار).

من بين أبرز النتائج، احتل نارا أيضاً قمة الأمسية بعمله «Can’t Wait ’til the Night Comes» الذي بيع بمبلغ 10.3 مليون دولار، أقل قليلاً من تقديره الأعلى 11 مليون دولار. وارتفع عمل آخر لنارا «Sprout the Ambassador» فوق تقديره الأعلى 1.93 مليون دولار ليبلغ 2.37 مليون دولار بعد حرب مزايدة دامت خمس دقائق بين أربعة متنافسين.

وسجلت رقماً جديداً للفنان الصيني لي هاي دي (Li Hei Di)، المنضم حديثاً إلى قائمة جاليري بيس، حيث بيع عمله الطويل العنوان «There Was One Summer Returning Over and Over; There Was One Dawn I Grew Old Watching» بمبلغ 343,000 دولار، أي أكثر من ضعف تقديره الأعلى (130,000 دولار).

يقرأ  صور فائقة الجمال والفائزة من جوائز أودوبون لتصوير الطيور ٢٠٢٥ — التصميم الذي تثق به: تغطية يومية عن التصميم منذ ٢٠٠٧

قِيم ثابتة من مجموعات معروفة
كما في المواسم الأخيرة، وفرت مجموعة دوروثي وروي ليختنشتاين ثباتاً للسوق؛ بيعَت كل القطع الخمس وجمعت 5.9 مليون دولار مقابل توقعات بين 4.7 و6.2 مليون دولار. يرفع ذلك الإجمالي التراكمي لمجموعة الزوجين عبر مبيعات لندن ونيويورك والآن هونغ كونغ إلى 122.3 مليون دولار مقابل تقدير مجمّع بين 64.8 و93.6 مليون دولار.

من ناحية جغرافية، قالت جاسمين براسيتيو، القائم بأعمال رئيس قسم الفن الحديث والمعاصر في آسيا لدى سوثبيز، لمجلة ARTnews إن المزايدات قادتها منطقة الصين الكبرى، حيث استحوذ جامِعون من هناك على سبع من أعلى عشر قطع قيمةً في الأمسية. وأضافت أن المشاركة من جنوب شرق آسيا كانت قوية أيضاً، مع تواجد مشترين نشطين حول العديد من الأعمال البارزة.

الخلاصة: سوق يحاول أن يعيد ضبط مستوى الأسعار، مع تباين واضح بين الأعمال الكلاسيكية الصلبة والفنانين المعاصرين جداً، واعتماد متزايد على ضمانات الطرف الثالث واستراتيجيات مزايدة جديدة لجذب المشترين ورفع السيولة في ظل ظروف أكثر حذراً. انها مرحلة انتقالية للأسواق القائمة على المزادات، حيث يتم اختبار حدود الطلب والقدرة الشرائية إقليمياً ودولياً.

أضف تعليق