همبرتو يضرب المملكة المتحدة بعد مروره قرب برمودا هذا الأسبوع

إعصار «هومبرتو» يقترب من المملكة المتحدة بعد أن جاوز جزر برمودا هذا الأسبوع

بعد أن لَمَسَ جزر برمودا وهو في حالة إعصار كبير، سيسرع «هومبرتو» عَبْر شمال المحيط الأطلسي، وتتنبأ عِلماء الأرصاد في أكيوويذر بأن العاصفة ستحمل معها رياحًا عنيفة وأمطارًا غزيرة إلى المملكة المتحدة قبل نهاية الأسبوع. وتواجه برمودا تهديدًا ثانٍ من إعصار «إيميلدا» بعد ساعات قليلة فقط من انحسار «هومبرتو».

بلغ إعصار هومبرتو ذروته في عطلة نهاية الأسبوع الماضية كإعصار من الفئة الخامسة بسرعة رياح وصلت إلى نحو 160 ميلاً في الساعة على مقياس سافير–سيمبسون، وبحلول ظهر يوم الاثنين كان مصنفًا كإعصار فئة رابعة بسرعة نحو 145 ميلاً في الساعة.

قال أليكس دا سيلفا، الخبير الرئيسي في الأعاصير لدى أكيوويذر: «سيمرّ الإعصار على بُعد مئات قليلة من الأميال من الجزر، لكن تمدد حجمه سيُسفر عن ظروف عاصفة استوائية تعمّ جزر برمودا من ليلة الاثنين وحتى وقت مبكر من الأربعاء مع تصاعد الأمواج قبل موعد مرور المراكز».

تمتد رياح بقوة إعصار (74 ميلاً/ساعة فأكثر) حتى نحو 75 ميلاً من مركز العاصفة، أما رياح العاصفة الاستوائية فتصل إلى نحو 185 ميلاً اعتبارًا من يوم الاثنين. وعلى مقياس التأثير الواقعي للأعاصير لدى أكيوويذر، تصنيف هومبرتو في برمودا أقل من واحد.

مع مرور الإعصار إلى الغرب والشمال من الثلاثاء وحتى ليلته، ستكون برمودا على الجانب الشرقي من العاصفة حيث تميل الرياح إلى أن تكون أقوى مقارنة بالجانب الغربي — وهو ما حدث مع إعصار غابرييل قبل أسبوع. من المتوقع أن تشهد الجزر هبات رياح متكررة تتراوح بين 40 و60 ميلاً في الساعة من ليلة الاثنين وحتى صباح الأربعاء، مع هبّة محلية قصوى متوقعة قد تصل إلى 70 ميلاً في الساعة. وبالرغم من أنّ بنية المباني وأنظمة البنى التحتية الصارمة على الجزر تقلل من حجم الخسائر، لا يمكن استبعاد انقطاع تيار الكهرباء بشكل متقطع.

يقرأ  «مخزٍ»: الأمم المتحدة: مقتل 383 من العاملين الإنسانيين العام الماضي وما يقرب من نصفهم في غزة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

بينما لم تجلب غابرييل أمطارًا ملحوظة، يتوقع أن تسفر هطولات هومبرتو عن 1–2 بوصة عمومًا نتيجة مرور أحزمة من الزوابع الرعدية، مع ذروة محلية قد تصل إلى 4 بوصات. ورغم أن برمودا تجمع مياه الأمطار وتخزنها وتصفّيها للشرب والاستخدامات الأخرى، فقد تؤدي كميات الأمطار المفرطة إلى فيضانات محلية.

إيميلدا: تهديد مباشر محتمل لبرمودا

بعد ساعات من رحيل هومبرتو، سيظهر تهديد أكثر مباشرة من الغرب منتصف الأسبوع: إعصار إيميلدا المصنّف بين الفئة الأولى والثانية. قال دا سيلفا: «تتوقع التيارات الموجهة أن تدفع العاصفة في مسار شرقي مباشر خلال منتصف الأسبوع»، وقد يمر إيميلدا مباشرة فوق برمودا. وعلى مقياس التأثير الواقعي لدى أكيوويذر، تصنيف إيميلدا في برمودا هو واحد.

سيمتدّ البحر الهائج والأمواج العاتية حول الجزر من أواخر يوم الأربعاء وحتى ليل الخميس. ومع المسار القريب من برمودا، قد تتعرّض الجزر لهبات رياح تتراوح بين 80 و100 ميل في الساعة، مع هبّة محلية قصوى محتملة تصل إلى 120 ميلاً في الساعة؛ وعند هذه القوة يزداد احتمال وقوع أضرار في المباني وانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي. كما يتوقع هطول إضافي يتراوح عمومًا بين 1 و2 بوصة، مع ذروة محلية تصل إلى 4 بوصات، ما قد يسبب فيضانات حضرية وغمرًا ساحليًا نتيجة ارتفاع موجة العاصفة والارتطام بالأمواج.

هومبرتو إلى المملكة المتحدة: رياح عاتية وأمطار غزيرة واضطرابات سفر

لن ينتهي الأمر برحيل هومبرتو عن برمودا؛ إذ بينما يسابق الإعصار المياه الباردة تدريجيًا في شمال الأطلسي سيتحوّل ببطء إلى نظام رياح وأمطار مدارية متحولة. ومع ذلك، قد لا يفقد الإعصار كثيرًا من طاقته الريحية بحلول وصوله إلى المملكة المتحدة يوم الجمعة، حيث سيلتحم هناك مع منظومة جوية غير مدارية ليُشكل نظامًا عاصفًا واسع النطاق وقويًا.

يقرأ  ليبرتي ووك تكشف عن دودج تشالنجر آر/تي ذو هيكل عريض ومظهر عدواني

قال جيسون نيكولز، كبير خبراء الأرصاد الدولية في أكيوويذر: «سيُسفر تحوّل هومبرتو إلى نظام رياحي وممطر عن رياح قوية وأمطار غزيرة في المملكة المتحدة يوم الجمعة». وتتوقع النماذج هبات رياح تتراوح بين 70 و80 ميلاً في الساعة (110–130 كلم/س) لِمساحات واسعة من بريطانيا، بالإضافة إلى الساحل الشمالي لفرنسا، وهولندا، والسواحل البلجيكية، وربما جنوب النرويج. ومن المرجح أن تُسجَّل هبات محلية قصوى تصل إلى 100 ميل في الساعة (160 كلم/س) في المناطق الغربية والشمالية للجزر البريطانية.

من المتوقع أن تستقبل سكوتلندا الغربية وشمال غرب إنجلترا وشمال ويلز أمطارًا قد تصل إلى 2 بوصة (حوالي 50 ملم)، مع ذروة محلية تصل إلى 4 بوصات (100 ملم)، ما قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة وإغلاق طرق. ولدى العاصفة قدرة واضحة على التسبب بتأخيرات كبيرة في حركة النقل، لا سيما لصناعة الطيران في المملكة المتحدة.

تنبيه أخير: الرصد المستمر ضروري، فمسارات شدّة العواصف وتفاصيل شدتها قابلة للتغير مع تحديثات النماذج الملاحية والخرائط الميدانية. الجاهزية واتباع تعليمات السلطات المحلية يُعدان مفتاح الحدّ من المخاطر وتأمين السلامة. جمعهً والسلامة للجميع.

أضف تعليق