تتصاعد أنباء عن خطة لوقف إطلاق النار تهدف إلى وضع حد لحملة الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد غزة منذ عامين، وفق تقارير إعلامية، ومن المتوقع أن تكون محور لقاءٍ مرتقب بين رئيس الولايات المتحده دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيانياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين.
تتضمن خطة ترامب المكونة من 21 بنداً نهاية العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 66,055 شخصاً وإصابة 168,346 منذ بدء الحملة في أكتوبر 2023، بينما يُعتقد أن آلافاً آخرين قضوا وحُشروا تحت الأنقاض.
الخطة، بحسب ما نقلت الصحف، ترتكز بدرجة كبيرة على اقتراح قدّمه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ونشرته الجريدة الإسرائيلية هآرتس بالكامل يوم الأحد، ويقضي بإخراج حركة حماس من غزة وتعاون الولايات المتحدة مع شركاء عرب ودوليين لتشكيل «قوة دولية مؤقتة للتثبيت».
أهم ما في الخطة:
– نقطةٌ بارزة تُشير إلى أن الرئيس ترامب خفف من خطاب التطهير العرقي تجاه غزة. بند 12 ينص، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، على: «لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، لكن من يختار المغادرة سيسمح له بالعودة. علاوةً على ذلك، سيُشجّع الغزيون على البقاء في القطاع ويُمنحون فرصة لبناء مستقبل أفضل هناك.»
– هذا تحوّل كبير عن مواقف سابقة لترامب في فبراير حين قال إن الولايات المتحدة ستـ«تتولى» غزة وستـ«تملكها» وتدفع سكانها للخروج لإفساح المجال أمام مشروع إعادة إعمار فخم أثار صدمة عالمية.
ماذا عن حماس؟
– كما في مقترحات سابقة واقتراح بلير، لا دور لحماس في إدارة غزة مستقبلاً وفق الخطة، مع منح أعضائها عفوًا مشروطًا إذا التزموا «التعايش السلمي»، ومن يرغب بالمغادرة يُمنَح ممرًا آمنًا إلى دولٍ مستقبليةٍ مُستقبِلة.
– تنص الخطة على أن «غزة ستُدار من قِبل حكومة انتقالية مؤقتة من تقنوقراطيين فلسطينيين ستكون مسؤولة عن تقديم الخدمات اليومية لسكان القطاع».
– ستُشرف لجنةٌ على هذه الحكومة بوساطة هيئة دولية جديدة تُنشئها الولايات المتحدة بالتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين، وتضع إطاراً لتمويل إعادة إعمار غزة حتى تُنجز السلطة الفلسطينية برنامج إصلاحها.
الهيكل والميزانية:
– تشير الوثائق إلى أن هذه الحكومة المؤقتة قد تُسَمَّى «الهيئة الدولية الانتقالية لغزة»، وستحمل بالفعل ميزانية إدارة قدرها 90 مليون دولار في سنتها الأولى، وتُرفع إلى 133.5 مليون دولار ثم 164 مليون دولار في السنتين التاليتين، قبل احتساب أرقام إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية.
مسألة تسليم الملف للسلطة الفلسطينية غير محددة بزمن واضح. إسرائيل سعت بشكل منهجي لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تملك سيطرة محدودة على أجزاء من الضفة المحتلة، وقد أبدت إسرائيل سابقاً اعتراضها على إشراكها في غزة.
هل ستنهي الخطة المجاعة المفروضة؟
– تشير الخطة إلى عودة المساعدات إلى مستوياتٍ اتُفِق عليها في يناير، أي نحو 600 شاحنة مساعدات يومياً.
– ستُوزَّع المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومنظماتٍ أخرى غير مرتبطة بإسرائيل أو حماس.
– حالياً، تُوزَّع المعونات عبر مؤسسة GHF، ولا يزال وضعها غامضاً لكونها، من الناحية التقنية، منظمة أميركية رغم أنها «فكرة إسرائيليين مرتبطين بالحكومة»، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
لماذا دور لبلير؟
– لبلير خبرة في التنسيق مع الولايات المتحدة لتشكيل حكومات أجنبية في دول عربية، وبموجب خطة ترامب قد يُعيّن بلير (72 عاماً، الذي تولى رئاسة وزراء المملكة المتحدة بين 1997 و2007) رأساً للهيئة الدولية الانتقالية التي تُقصي السلطة وحماس عن إدارة القطاع.
– عمل بلير لأشهر مع جاريد كوشنر صهر ترامب، الذي فوّض معهد توني بلير للتغيير العالمي لصياغة خطة ما بعد الحرب. كوشنر كان مستشاراً بارزاً لترامب في ولايته الأولى ويستشير حالياً مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف بشأن غزة ما بعد الحرب.
هل يمكن أن تُنهي الخطة الحرب فعلاً؟
– عرض ترامب الخطة على قادة مصر وإندونيسيا والأردن وباكستان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.
– كما حدث مع اتفاقيات إبراهيم، لم تُشرك الأطراف الفلسطينية بشكلٍ فعّال.
– رغم إعلانات عن قبول حماس لاقتراح وقف النار، قالت الحركة إنها لم تستلم أي عرض رسمي من ترامب حتى الآن.
– ثم تبرز مسألة نتانياهو، الذي قال لفوكس نيوز إن إسرائيل تعمل مع واشنطن «لإقرار» الخطة، لكنه سبق أن أعاق اتفاقات بإدخال تعديلاتٍ في اللحظات الأخيرة.
– المحلّلون يشيرون إلى أن نتنياهو يغيّر المطالب ويُضيف شروطاً تعجيزية ليُفشل الاتفاقات ويحمل حماس المسؤولية، ما يبرر استمرار قصف غزة. وحلفاؤه في الحكومة الإسرائيلية هددوا بإسقاط ائتلافه الحاكم إذا أنهى الحرب.
– لذا، لكي يوافق نتنياهو على إنهاء الحرب، يحتاج ترامب إلى ممارسة ضغطٍ جدي على القائد الإسرائيلي المراوغ.
وفي الأثناء، تواصل إسرائيل هجماتها على طول القطاع مع تركيز خاص على مدينة غزة. في اليوم الأخير، قُتل ما لا يقل عن 50 فلسطينياً بينهم خمسة من طالبي المساعدة وأُصيب 184 آخرون في هجمات إسرائيلية متفرقة في القطاع، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة. يبدو أنّك لم تُدرج نصًّا للترجمة. ارسل النصّ المطلوب لأعيد صياغته وأترجمه لك.