تدقيق الحقائق — الصورة لا تُظهر تنظيم الدولة (داعش) يعرض نساءً يزيديات في أقفاص بالموصل قبل إحراقهن

هل تُظهر صورة متداولة مقاتلي داعش وهم يستعرضون نساءً يزيديات محبوسات في أقفاص في الموصل بالعراق عام 2016 قبل إحراقهن حتى الموت؟ لا، هذا غير صحيح: الصوره التقطت في الإسكندريه، مصر عام 2013.

ظهرت الصورة ضمن تغطية موقع “شركية توداي” لأحداث احتجاجية رمزية نفَّذتها نساء مصريات، وقد كانت هذه المظاهرة احتجاجاً على اعتقال ناشطات مصريات كنَّ داعمات للرئيس المصري محمد مرسي، ولا علاقة للعرض الرمزي الموثَّق بالصورة بحوادث الحرق التي أُبلغ عنها لاحقاً في 2016.

سبق وأن نُسبت الصورة خطأً في منشورات أخرى لم تكشف أنها تُظهِر عرضاً تمثيلياً ضمن احتجاجات شارع. وفي الحالة المذكورة استُخدمت الصورة في منشور على منصة X بتاريخ 27 سبتمبر 2025 نُشر على حساب @realMaalouf، مرفَقاً بنص يدّعي تذكُّر حرق 19 فتاةَ يزيدية أحياء داخل أقفاص على يد داعش لرفضهن الانتقال إلى الإسلام وكونهن عبيداً جنسياً، ويضيف المنشور أن “داعش استعرضهن في شوارع الموصل ثم أحرقهن أمام مئات الناس. ولم يحتج أي مسلم أو ناشط فلسطيني من أجل اليزيديات!”

هذا الفحص الصحفي لا يتناول مسألة وقوع عمليات حرق لضحايا يزيديات من عدمها، بل يتحقق من أصالة الصورة: الصورة حقيقية فعلاً، لكنها تُظهر عملاً تمثيلياً كجزء من احتجاج شارع.

الصورة تطابق الصورة المنشورة في حساب “شركية توداي” على فيسبوك والمتعلقة باحتجاج في مصر ضد اعتقال نساء كنَّ مؤيدات لجماعة الإخوان المسلمين.

عند توقيت نشر الصورة لأول مرة على فيسبوك (16 ديسمبر 2013) لم تكن تقارير عن حوادث إحراق الراهبات اليزيديات أو النساء المحتجزات قد ظهرت بعد. ولم تبرز التقارير الأولى عن ما تُروى على أنه حالات حرق حتى عام 2016؛ من بين أقدم التقارير المتاحة ما نشرته India Today في 6 يونيو 2016.

يقرأ  منتجات ديسكوفري إديوكيشن مرشَّحة للنهائيات في جوائز كودي 2025

وبحلول 14 يونيو 2016 طرح أعضاء البرلمان البريطاني سؤالاً على بارونيسة آنالي من مكتب وزارة الخارجية بشأن ما وصفته بـ”حروق الأسبوع الماضي البدائية” (حسب أرشيف النقاش البرلماني). كما خضعت الصورة نفسها لعملية تحقق مسبقاً ونُشرت نتيجتها في تقرير FactCrescendo بتاريخ 1 سبتمبر 2025.

أضف تعليق