في يوليو شهدت كمبوديا وتايلاند خمسة أيام من القتال الدامي، وما زالت التوترات مرتفعة بعد شهرين، غير أن صوراً ومقاطع متداولة تزعم أنها تُظهر “تحشيد قوات كمبودية” لم تُلتَقَط قرب الحدود بين البلدين كما قيل، بل تكشف دلائل مرئية أنها التُقطت في ميانمر.
نشر منشور باللغة التايلاندية في 23 سبتمبر 2025 ادعاءً بأن كمبوديا أرسلت عدداً كبيراً من الجنود قرب الحدود، وتكرر تداول صور مشابهة ومقاطع على منصات اجتماعية عدة، بينها فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وThreads. تُظهر الصورة عناصر عسكرية على شاحنات بيك آب تسير في طريق.
بالرغم من أن عمليات البحث العكسي عن الصور وكلمات مفتاحية لم تسفر عن تحديد مصدر واضح للصورة أو الفيديو، فإن عناصر مرئية متكررة تشير بوضوح إلى مكان مختلف: لوحات أرقام المركبات في الفيديو تتطابق مع أنماط لوحات تسجيل ميانمر، ولاحظ المراجعون نصوصاً على لافتات الطرق باللغتين البورمية والصينية.
كما يظهر على زيّ الأشخاص شِعارات تحمل علم ميانمار وعلم اتحاد كارِن القومي (Karen National Union)، وهو فصيل إثني مسلح. كذلك بدت في اللقطة دوّارة مزخرفة بلونين أحمر وذهبي تحمل عبارة ترحيبية باللغة البورمية تفيد: “مرحباً بكم في شوي كووكو ميايْن، محافظة مياوادي” — مما يؤكد أن المشهد من بلدة حدودية شرقية في ميانمر تعرف باسم شوي كوكو.
تُعدّ شوي كوكو بلدة حدودية اكتسبت سمعة سيئة بوصفها مركزاً لشبكات الجريمة المنظمة وعمليات الاحتيال الإلكتروني، وتقع إلى حد كبير خارج سلطة السلطات المركزية في البلاد، وقد شهدت مشاريع تطوير كبيرة بدعم صيني. وقد شُنّت عمليات مداهمة على مراكز مرتبطة بتجارة المخدرات والقمار، ثم أعقب ذلك ترحيل أجانب وإعادتهم إلى بلدانهم.
في سياق متصل، اتهمت تايلاند كمبوديا بتعبئة قواتها ومعداتها على الحدود، بينما نفت وزارة الدفاع الكمبودية تلك الادعاءات. ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في 29 يوليو الذي أنهى أيام القتال الدامية والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 43 شخصاً على الجانبين، استمر تبادل الاتهامات بخرق وقف النار، وسُجّلت من جديد اشتباكات بالأسلحة النارية والقنابل في 27 سبتمبر، واتهم كل طرف الآخر ببدء الهجوم.
كما عثرت مراسلات على فيديو مشابه يظهر جنوداً يركبون في مؤخرات شاحنات، نُشر في تيك توك منذ 18 يوليو 2025 مع وصف باللغة الإندونيسية يدعي أنه دورية عسكرية فلبينية، إلا أن الأدلة المرئية تسقط ارتباطه بكل من كمبوديا والفلبين وتربطه بوضوح بميانمر.
تطابقت معالم الدوّار والمباني الظاهرة في الفيديو مع صور الأقمار الصناعية لبلدة شوي كوكو على خرائط غوغل، ما يعزز الاستنتاج بأن المقاطع تم تصويرها هناك. وقد سبق لوكالة الأنباء أن فندت العديد من المعلومات المضللة المرتبطة بالصراع على الحدود بين كمبوديا وتايلاند.