بكين — حذّرت وكالة أنباء الدولة الصينية من أن بعض شركات صناعة السيارات تضخّم طلبات ما قبل البيع بصورة مفرطة ومُتعمّدة، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تخدع المستهلكين والمستثمرين وتهدّد مستقبل القطاع.
نشرت صحيفة شينخوا ديلي تلغراف، الصادرة عن وكالة شينخوا، تقريراً لم تذكر فيه أسماء الشركات المعنية، لكنه زعَم أن بعض الشركات طلبت من موظفيها وضع ودائع قابلة للاسترداد لخلق انطباعٍ وهمي بارتفاع الطلبات، وأن ثمة شبكات ضمن “سلسلة صناعية رمادية” تُقدّم خدمات تضخيم الأوامر.
وأضاف التقرير أن الأوامر التي تعلن عنها الشركات تفتقر إلى إشراف جهات طرف ثالث مستقلة، وغالباً ما تفوق بأضعاف أحجام التسليمات الفعلية، ما يثير قلقاً متزايداً داخل القطاع ويستدعي رقابة تنظيمية مشدّدة.
في سبتمبر أبلغت وزارة الصناعة صينية عن إطلاق حملة تستمر ثلاثة أشهر لمكافحة التسويق الكاذب وغيره من الممارسات غير النظامية على الإنترنت في قطاع السيارات.
المبالغة في الأرقام
تبع مقال شينخوا تعليقٌ في صحيفة إيكونوميك ديلي الرسمية أدان أيضاً تضخيم طلبات الشراء من دون أن يسمي شركات بعينها. وذكرت الصحيفة أن هذه الأساليب استقت أصولها من صناعة الهواتف الذكية، حيث تنافست الشركات على الإعلان عن عشرات الآلاف أو حتى ملايين الطلبات المسبقة التي لا يمكن التحقق منها.
قال ويليام لي، المدير التنفيذي لشركة نيو، في مقابلة مع الصحفيين مطلع الشهر إن المبالغة في أرقام الطلبات باتت تكتيكاً تسويقياً ضاراً يعرقل توافق الإنتاج مع المبيعات، مؤكداً أن شركته لم تتبنَّ مثل هذه الممارسات: “نحن لا نُضخم الأرقام”.
وتأتي الانتقادات في سياق أدلة أخرى عن تضخيم المبيعات، وهي ممارسات اتُّبعت كرد فعل على حرب الأسعار الحادّة في أكبر سوق سيارات في العالم. وأفادت تقارير أن مصنّعين ووكلاء صينيين لجأوا إلى حيل تأمينية لتضخيم أرقام المبيعات، كما نقلت سيارات جديدة إلى الخارج على أنها مستعملة بدعم من حكومات محلية ساعية لتعزيز الأداء الاقتصادي — أي دعمٌ أفضى إلى إظهار مؤشرات اقتصادية أفضل بغية تحسين المظهر العام.
وعزت تحقيقات إلى أن هذه السلوكيات غير الاعتيادية متأصلة في نموذج صناعي موجه نحو الإنتاج أدى إلى فائض عرض في السوق، نتيجة سياسات صناعية شجّعت على ضخّ سعة إنتاجية كبيرة.
أظهرت بيانات الصناعة أن مبيعات السيارات في الصين نمت بنسبة 9.9% لتصل إلى 14.9 مليون وحدة خلال أول ثمانية أشهر من عام 2025، وأشارت رابطة شركات السيارات الصينية للركاب إلى أن الصين شكّلت 38% من إجمالي مبيعات السيارات عالمياً في أغسطس بفضل حوافزٍ حكومية.
(تغطية: تشياوي لي، تشانغ يان، بريندا جوه؛ تحرير: روز راسل)