حُكم يوم الثلاثاء على مساعدٍ سابقٍ لعضوٍ في البرلمان من حزب «البديل لألمانيا» (AfD) بالسجن أربع سنوات وتسعة أشهر بتهمة التجسُّس لصالح أجهزة استخباراتٍ صينية أثناء عمله في البرلمان الأوروبي.
المتهم، مواطن ألماني ذُكِر اسمه على أنه جيان غ. تماشياً مع قوانين الخصوصية الألمانية الصارمة، عمل لصالح سيّاس حزب البديل ماكسيميليان كراه بين عامَيْ 2019 و2024 خلال فترة عضويته في البرلمان الأوروبي.
أقرت المحكمه العليا في دريسدن إدانة المتهم بتجميع معلومات ووثائق سرية ونقلها إلى جهات اتصال صينية، معتبرة أن ما جرى يشكل تسريباً منظماً لمعلومات حساسة.
وصف المدّعي العام ستيفان مورفايزر هذه القضية بأنها «أشدّ قضايا التجسس الصيني في ألمانيا حتى الآن»، في حين اعتبر القاضي الرئيس هانز شلِوتر-شتاتس أن كراه، كعضوٍ في لجنة التجارة الدولية في بروكسل، كان «مصدراً أساسياً للمعلومات».
وأضاف القاضي أن المعلومات الحسّاسة «قدمت له على طبقٍ من فضة بواسطة كراه». واعترف السياسي كراه—الذي يشغل حالياً مقعداً في البرلمان الألماني (البوندستاغ)—أثناء المحاكمة بأنه سلّم المتهم كلمةَ مرورٍ خاصة به سمحت له بالاطلاع على وثائقٍ مخصّصةٍ للنواب.
وقال الثلاثاء انه «لم يَغْتَرِب» بالحكم. وأضاف لكالة الأنباء DPA أنه اتخذ الإجراءات اللازمة فور اعتقال المشتبه به وزاد من إجراءات الأمان في مكتبه، واصفاً نفسه بأنه «ضحية» في هذه القضية.
وأظهرت محاضر المحكمة أن جيان غ. جمع أيضاً معلوماتٍ عن قياداتٍ بارزةٍ في حزب البديل وتجسّس على معارضين صينيين منذ عام 2007 على الأقل. ونفى المتهم الاتهامات قائلاً أمام هيئة المحاكمة الأسبوع الماضي: «لم أعمل لصالح جهاز استخبارات صيني وأنا بريء».
وطالبت هيئة دفاعه ببراءته لعدم كفاية الأدلة، بينما طالب الادعاء بسجنٍ مدته سبع سنوات ونصف. الحكم ليس نهائياً بعد؛ إذ يمكن استئنافه أمام محكمة النقض الاتحادية في كارلسروه خلال أسبوعٍ من تاريخ النطق بالحكم.
حُكم على متهمةٍ مشاركة، ياكي ش.، بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة سنةٍ وتسعة أشهر. كانت تعمل لدى مزوّد خدمات لوجستية في مطار لايبزيغ شرقي ألمانيا، ويُقال إنها زودت جيان غ. مراراً ببياناتٍ عن رحلات وشحنات وركّاب، خصوصاً فيما يتعلق بنقل بضائعٍ دفاعية.
أقرت بأنها نقلت معلومات إلى جيان غ. اعتقاداً منها أنه يعمل على تعزيز العلاقات بين الصين وألمانيا في إطار عمله بالبرلمان الأوروبي، لكنها أكدت أنها لم تكن على علم بعمله كعميلٍ لصالح أجهزة استخبارات.
يُخضع كراه حالياً لتحقيقٍ منفصل تتعلق بهِ اتهاماتُ بالرشوة من جهاتٍ صينية وغسل أموال مرتبطة بفترة عمله في البرلمان الأوروبي. ونفى هذه الادعاءات، غير أن مكاتبه تعرضت للتفتيش من قِبل الشرطة الألمانية في وقتٍ سابق من الشهر الجاري بعد تصويتٍ برفع الحصانة البرلمانية عنه.
كان كراه المرشحَ الأبرز لحزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي، لكن حملته اتسمت بالفضائح؛ إذ طُرد حزبه من مجموعة «الهوية والديمقراطية» اليمينية في بروكسل بعد تصريحاتٍ مثيرةٍ للجدل دافع فيها عن أعضاءٍ من وحدات إس إس النازية في مقابلةٍ مع صحيفةٍ إيطالية. وأُبعد بعد ذلك من وفد حزبه في البرلمان الأوروبي، مع أنه انتُخب لاحقاً إلى البوندستاغ في وقت سابق من هذا العام.
هانز شلِوتر-شتاتس (الثاني من اليسار)، القاضي الرئيس في محكمة دريسدن العليا، يقف بجانب المتهم الرئيسي جيان غ. في قاعة المحكمة أثناء النطق بالحكم في محاكمة تجسّسٍ تخص موظفاً سابقاً لعضو البرلمان عن حزب البديل وما يُزعم أنه متواطئه. سباستيان كانرت/وكالة dpa ــ صور الأرشيف.