صربيا تعتقل 11 متهماً بوضع رؤوس خنازير وارتكاب أعمال كراهية عنصرية في أوروبا

بلغراد، سربيا (أسوشيتد برس) — اعتقلت السلطات هذا الأسبوع 11 شخصاً يشتبه في تورطهم بنشر خطاب كراهية عرقي في دول أوروبية بتوجيهات من جهاز استخبارات أجنبي، من بينها وضع رؤوس خنازير قرب مواقع دينية إسلامية في ضواحي باريس، وفق ما أفاد مسؤولون.

قالت الشرطة الصربية في بيان يوم الاثنين إن المجموعة احتُجزت على خلفية حوادث وقعت في فرنسا وألمانيا بين أبريل وسبتمبر. ولا يزال من يُشتبه بأنه منظّم، والذي قالت الشرطة إنه تصرّف بناءً على تعليمات من وكالة أمنية أجنبية لم تُكشَف هويتها، طليقاً.

لم يذكر البيان اسم الادارة الأجنبية. وصفت السلطات الفرنسية إلقاء رؤوس الخنازير قرب مساجد في محيط باريس في وقت سابق من الشهر الحالي بأنه محاولة تدخل أجنبي، وأكدت أن الفاعلين أبدوا “رغبة واضحة في إثارة الاضطراب في قلب الأمة”.

لم تسمِّ السلطات الفرنسية دولةً محددة، لكن الحادثة حملت سمات متشابهة مع أعمال يشتبه في صلتها بروسيا كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار واستهداف فرنسا وحلفاء آخرين لأوكرانيا.

توثيق لعمليات مزعومة للتشويش والخلخلة نسبت إلى روسيا ووكلائها أجرته وكالة الأسوشيتد برس رصد عشرات الهجمات وحوادث أخرى في أنحاء أوروبا، وكانت فرنسا وألمانيا من بين الأهداف الأساسية.

أوضحت الشرطة الصربية أن المشتبه بهم أُلقي القبض عليهم في بلغراد وبلدة أخرى. وأضاف البيان المختصر أن الموجّه المزعوم، الذي لم تُسمَّه السلطات، نظم دروبات تدريبية للمجموعة بهدف التحريض على الكراهية والتمييز والعنف في كل من ألمانيا وفرنسا.

حافظ رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، على علاقات وثيقة مع روسيا، بينما تظل بلده الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تفرض عقوبات على موسكو بسبب حرب أوكرانيا، رغم سعي بلغراد الرسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

قبل أيام قليلة، اعتقلت صربيا مشتبَهين اثنين بشأن تدريبات تُنسب إلى أكثر من 100 أجنبي بهدف إشعال أعمال شغب خلال انتخابات مهمة في مولدوفا الأسبوع الماضي، التي فازت بها حكومة تدعم التوجه الغربي.

يقرأ  غارات إسرائيلية تقتل فلسطينيين قرب آخر المستشفيات العاملة في غزة

في فرنسا، عُثر على رؤوس خنازير قرب تسع مساجد في محيط باريس، وكُتب على خمسة منها اسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حسبما أفادت السلطات. وأبلغ مزارع في منطقة نورماندي الشرطة بأن شخصين اشتريا منه نحو عشرة رؤوس خنازير، وحدد لوحة سيارة كانت لديهما على أنها ذات تسجيل صربي، بحسب مكتب المدعي العام في باريس.

أظهرت كاميرات المراقبة في باريس لاحقاً تسجيلاتٌ للسيارة ورصدت شخصين يضعان الرؤوس أمام مساجد، وقال مكتب المدعي العام إنهما كانا من جنسيات أجنبية من دون الكشف عن بلدها، وإنهما غادرا فرنسا فوراً، فيما تعقّب شَخصُ اتصالٍ برقم هاتف مسجّل بكرواتيا عبورهما الحدود إلى بلجيكا.

في مايو، أفادت وسائل إعلام فرنسية بأن نصب ذكرى محرقة اليهود في باريس وثلاث كنس ومطعماً طُليتْ جدرانها بدهان أخضر. وكان الهجوم تذكيراً بعمل تخريبي سابق في مايو 2024، حين وُشّح نصب تكريمي في باريس بأيدي حمراء مطلية باللون الدموي، وهو النصب الذي يخلد تضحيات من ساعدوا في إنقاذ يهود فرنسا أثناء الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية. وقال تقرير استخباراتي فرنسي إن جهاز الاستخبارات الروسي (إف.إس.بي) أمر بذلك.

أضف تعليق