قدّم محاميان أمريكيان ملفًا أمام محكمة الجنايات الدولية يتهمان فيه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وقائد فيلق القدس اسماعيل قاآني بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بسبب دعم طهران لحماس في مجزرة السابع من أكتوبر.
المحاميان إليوت م. مالين وإيلي م. روزنباوم سعيان أيضاً إلى فتح تحقيق وإصدار مذكرات توقيف بحق خامنئي وقاآني، في دعوى قُدِّمت نيابةً عن موكلهما موريس شنيدر.
موريس شنيدر هو عمّ شيري بيباس وعمٌّ كبير لأريئيل وكفير بيباس. ثلاثة من أفراد عائلة بيباس، إضافةً إلى والدهم، اُختطفوا من كيبوتس نير أوز في السابع من أكتوبر وقُتلوا أثناء الاحتجاز؛ وعادت جثثهم إلى إسرائيل في مطلع عام 2025. أمّا والدهم ياردن فقد أُفرج عنه من الأسر. كما قُتلت شقيقة موريس، مارجيت شنيدر سيلبرمان، وزوجها يوسف خوسيه لويس سيلبرمان في نير أوز في نفس اليوم، بعد أن أضرم مسلحون من حماس النار في منزلهما وكانا محبوسين بداخله.
قال شنيدر: “عائلتي، عائلة شنيدر، شهدت خمسة أجيال تعذّبوا وقُتلوا على يد من يضطهدون الناس لكونهم من أهل اليهودية.” وأضاف أن النازيين قتلوا جدته أثناء المحرقة، بينما فرّ جده ووالدته من المعسكرات إلى أمريكا الجنوبية. “لم يكن شعار ‘لا للمرة الثانية’ مجرد كلمات، واليوم نطالب بالعدالة لعائلتي المكلومة ولغيرها كثيرين الذين فقدوا أحباءهم على يد إرهابيين لمجرد كونهم يهوداً.”
كما شدّد شنيدر ومالين وروزنباوم على أن حماس ارتكبت المجزرة بدعم كامل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
تتهم لائحة الإيداع بموجب المادة 15 خامنئي وقاآني بارتكاب عدد من الجرائم: جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل والإبادة والتعذيب والاضطهاد؛ وجرائم حرب منها أخذ الرهائن واستهداف المدنيين؛ وكذلك جريمة الإبادة الجماعية.
استشهد مالين بسفر التثنية (16:20) الذي يأمر بإنصاف الساعين إلى الحق، مؤكداً “نخطط لمتابعة العدالة لصالح السيد شنيدر وكل عائلته.”
من جهته قال روزنباوم إن مدّعي عام المحكمة قد أقرّ قبل نحو عامين بوجود اختصاص للمحكمة بشأن فظاعات السابع من أكتوبر وتبعاتها، لذا فقد حان الوقت لتتحرك النيابة لمحاسبة المتواطئين الرئيسيين لحماس في طهران.
يُذكر أن روزنباوم شغل لسنوات منصب مدير مكتب التحقيقات الخاصة بوزارة العدل الأمريكية، وكان مستشار الوزارة لشؤون مساءلة جرائم الحرب، ويُعدّ أطول مدعٍ عام خُصّص لملاحقة جرائم النازية في التاريخ؛ كما عمل على قضايا جرائم روسيا في أوكرانيا والإبادة في رواندا.