موجز أهم ما جاء في خطاب ترامب أمام قادة الجيش الأمريكي

واشنطون — خاطب الرئيس الأميركي مئات الجنرلات في ولاية فرجينيا في كلمة امتدت أكثر من ساعة، تناولت مواضيع متباينة — من تفاصيل يومية كالصعود على الدرج إلى قضايا استراتيجية كالأزمة في أوكرانيا — مع تكرار متكرر لنفس النقاط وانتقال متسارع بين المواضيع.

أبرز ما ميز الخطاب هو أسلوبه الجمعيّ الذي عُرِّف به: ربط قصص وملفات متشعبة في إطار واحد من التصريحات التي طالت السياسة الداخلية والخارجية ومظاهر القوة العسكرية. تحدث عن مآربه السياسية، امتدح سياساته الخارجية، واقترح تحسين مظهر السفن الحربية، لكن الرسالة الأهم التي وجهها إلى الحضور كانت تركيز المؤسسة العسكرية على مهام داخلية.

خلاصة في خمس نقاط رئيسية:

1) التركيز على «العدو الداخلي»
– كرر دعوته لتوجيه قوات عسكرية لردع ما وصفه بالاضطرابات والعنف والهجرة غير المصرح بها داخل الولايات المتحدة. قال إنه أصدر أمراً تنفيذياً لتدريب قوة استجابة سريعة لقمع «الاضطرابات المدنية».
– أعلن نشر قوات في لوس أنجلوس وواشنطن وممفيس وبورتلاند، واقترح توسيع الانتشار إلى مدن كبرى أخرى مثل سان فرانسيسكو وشيكاغو ونيويورك، موصوفاً ذلك بأنه «حرب من الداخل».
– أثارت الخطوة أسئلة دستورية وقانونية حول دور الجيش في تطبيق القانون المحلي، في ظل تحفظات على تعديل الدستور العاشر الذي يقر بصلاحيات الولايات، ونص قانوني قديم (Posse Comitatus) يمنع مشاركة القوات الفدرالية في إنفاذ القانون المدني إلا بتفويض واضح.
– من المفارقات أن حزب الرئيس نفسه طالما دافع عن صلاحيات الولايات ضد التوسع الاتحادي.

2) محاولة البناء لصورة وسيط سلام ونيل جائزة نوبل
– سعى الرئيس إلى تصوير نفسه كصانع سلام دولي، مع إبراز وساطات قال إنه قام بها في نزاعات مثل التوترات بين الهند وباكستان. وادّعى استحقاقه جائزة نوبل للسلام، مع انتقاد مسبق لما أسماه منح الجائزة لأشخاص «لم يفعلوا شيئاً».
– في الوقت نفسه، شملت ولايته الثانية ضربات جوية ضد إيران واليمن، وزيادة هجمات الطائرات المسيرة في الصومال، وتوجيه عمليات على زوارق قرب فنزويلا بدعوى مكافحة تهريب المخدرات، مع غياب دلائل قاطعة على استهداف مهربي مخدرات في كل الحالات.
– لم تتردد تصريحاته وفريقه في النكات بشأن خطورة الملاحة قرب سواحل فنزويلا بعد حملات البحرية.

يقرأ  تقرير أسطول «صمود»الإبحار نحو «المنطقة الصفراء» في طريقه إلى غزة

3) خطة لوقف الحرب في غزة
– عرض الرئيس خطة سلام من عشرين بنداً وادّعى أن إسرائيل ودول عربية ومسلمة أبدت قبولاً بمضامينها، واعتبر أن المقصّر الآن هو حركة حماس التي يجب أن تقبل المقترح.
– رجّح اقترابه من تهدئة شاملة وذكر تعليقاً استعراضيًا عن مدة الصراع التاريخية، مع إدراكٍ موضوعي لتاريخ النزاع الذي يمتد إلى بدايات القرن العشرين وحروب منتصف القرن الماضي.
– أشار إلى إنذار لحماس بمهلة قصيرة للرد وإلا فإنها ستواجه «نهاية حزينة».

4) خيبة أمل من بوتين وجهود للتوسط في أوكرانيا
– أكد أنه لا يزال يعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، ملقياً باللائمة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستمرار القتال، واصفاً أداء روسيا العسكري بأنه يعاني وخسائر كبيرة تُسجّل على الجانبين أسبوعياً.
– عبّر عن استياءه من عدم حسم الصراع بسرعة، مستذكراً محادثاته معه مؤخراً ودفعه لعقد قمة بين بوتين وزيلينسكي، من دون أن تسفر الدبلوماسية الأميركية حتى الآن عن وقف لإطلاق النار.
– لوّح أيضاً بإمكانية استعادة أوكرانيا لجميع الأراضي المحتلة، في تغيير واضح عن تصريحات سابقة تتحدث عن تنازلات محتملة كجزء من تسوية.

5) هجمات على إدارة بايدن وانتقاص من كفاءتها
– كرر هجماته على سلفه جو بايدن، متهماً إدارته بـ«الكفاءة المنعدمة» وربط انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان بالفشل الذي شجّع تدخلات أو توسعات روسية لاحقة.
– استعرض مقاطعتاً شخصية ساخرة تتعلق بحوادث تعثر بايدن على السلالم، مؤكداً أنه يتوخى الحذر عند استخدام الدرج لتلافي ما سماه «حوادث السقوط».

في المجمل، جمعت خطاباته بين النبرة الشعبوية واللغة العسكرية والادعاءات الدبلوماسية، مع تركيز واضح على توظيف القدرات العسكرية داخلياً ورفع ملف الأمن القومي في مقابل تشجيع صورة الذات كقائد قادر على «إنهاء» أزمات دولية. هذه الاستراتيجية أثارت ردود فعل قانونية وسياسية مكثفة داخلياً وخارجياً، وبقيت نتائجها العملية رهن التحديات القضائية والدبلوماسية والسياسية القادمة.

يقرأ  رئيس كولومبيا يصف الهجمات الأميركية على زوارق يُشتبه في نقلها للمخدرات بأنها «عمل طغيان»

ملاحظة أخيرة: حضر الالجنرلات الاستماع بتركيز بينما تباينت ردود الفعل بين الدعم والقلق إزاء التزايد في المهام الداخلية للجيش.

أضف تعليق