سحبت فرق الإنقاذ في شمال باكستان خلال الليل عشرات الجتث من منازل اجتاحتها انهيارات أرضية وسيول مفاجِئَة، ما رفع حصيلة القتلى إلى ما لا يقل عن 321 شخصًا خلال اليومين الماضيين، وفقًا لهيئات إدارة الكوارث.
ولا تزال مئات الفرق تواصل عمليات البحث عن ناجين في مقاطعة بونر بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد، بعد هطول أمطار غزيرة وحدوث رجات سحابية أدت إلى فيضانات هائلة يوم الجمعة وجرفت عشرات المنازل، بحسب هيئة إدارة الكوارث الإقليمية.
تركز فرق الاستجابة الأولى جهودها في قريتي بير بابا ومالك بورا، اللتين تكبدتا أعلى عدد من الضحايا يوم الجمعة، حسبما أفاد نائب مفوض بونر كاشف قيوم.
«لا نعلم من أين جاءت مياه الفيضانات، لكنها أتت بسرعة كبيرة لدرجة أن كثيرين لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم»، قال محمد خان (53 عامًا) من سكان بير بابا.
أوضح الدكتور محمد طارق في مستشفى حكومي ببونر أن معظم الضحايا فارقوا الحياة قبل وصولهم إلى المرافق الطبية. «كان بين القتلى الكثير من الأطفال والرجال، بينما كانت النساء في التلال يجمعن الحطب ويرعين المواشي»، أضاف.
ومن بين الضحايا، هناك على الأقل 307 حالات مسجلة من إقليم خيبر بختونخوا.
تسبب هطول أمطار أعلى من المعدل في باكستان—وهي ظاهرة ينسبها خبراء إلى تغير المناخ—بفيضانات وانهيارات طينية أودت بحياة نحو 541 شخصًا منذ الثاني من حزيران/يونيو، وفقًا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.
وفي كشمير التي تخضع لسلطات هندية، أدت الفيضانات أيضًا إلى مقتل العشرات وتشريد المئات خلال الأيام الأخيرة.
ويشير الخبراء إلى أن ظواهر الانهمار السحابي (cloudbursts) باتت أكثر تكرارًا في مناطق الهيمالايا الهندية والشمال الباكستاني، مع دول ملحوظة لتأثير تغير المناخ كعاملٍ مساهم رئيسي.
وقالت السلطات الباكستانية إن فرق الإنقاذ نجحت منذ يوم الخميس في إجلاء أكثر من 3500 سائح عالقين في مناطق متضررة على مستوى البلاد، رغم أن العديد من السياح يستمرون في تجاهل تحذيرات الحكومة وتقدم على السفر إلى هذه المناطق المعرضة لخطر انهيارات أرضية وسيول مفاجِئة، مما يزيد من حجم الكارثة ويعرّض أفرادًا آخرين للخطر—ومنهم السياح المتضرِّررين.
شهدت باكستان في 2022 أسوأ موسم رياح موسمية في تاريخها الحديث؛ وقتل خلاله أكثر من 1700 شخص وتسببت الأضرار المباشرة وغير المباشرة بخسائر تُقدَّر بنحو 40 مليار دولار.