تراجع أسعار الكاكاو مع اتساع الإمدادات العالمية

أغلقت عقود الكاكاو لشهر ديسمبر في بورصة ICE نيويورك (CCZ25) يوم الثلاثاء متراجعة بمقدار 249 نقطة (-3.56%)، فيما سجّلت عقود ديسمبر في لندن (CAZ25) هبوطاً بقيمة 120 نقطة (-2.47%).

هبوط حاد في الأسعار
شهدت أسعار الكاكاو تراجعاً حاداً يوم الثلاثاء، مع تسجيل عقود نيويورك أدنى مستوى للأقرب آجال خلال 11 شهراً، ولندن أدنى مستوى خلال 19 شهراً. تزايد تسليمات الكاكاو إلى الموانئ في غانه خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 4 سبتمبر إلى 50,440 طنًا متريًا مقابل نحو 11,000 طن في الفترة نفسها من عام 2024، ما يضغط على الأسعار.

عوامل الضغط على الطلب
واصلت المخاوف من تراجع الطلب على الشوكولاتة بفعل ارتفاع أسعار الكاكاو والرسوم الجمركية دفع الضغوط على الأسعار خلال الأسابيع السبعة الماضية. شركة الشوكولاتة Lindt & Sprüngli خفّضت توقعاتها لهامش الربح للعام في يوليو نتيجة انكفاء مبيعات الشوكولاتة في النصف الأول بشكل أكبر من المتوقع. وفي يوليو أيضاً، خفّضت Barry Callebaut توقعاتها لحجم المبيعات للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، مشيرة إلى أسعار كاكاو مرتفعة بصورة مُستدِيمة؛ وأعلنت الشركة تراجعاً في حجم المبيعات للفترة مارس–مايو بنسبة 9.5%، وهو أكبر هبوط ربع سنوي خلال عقد.

توقعات محصول ساحل العاج والتحسّن المحتمل
تُعد مؤشرات تحسّن محصول ساحل العاج هذا العام عاملاً هابطاً للأسعار. أشارت شركة Mondelez إلى أن أحدث إحصاء لقرون ثمار الكاكاو في غرب أفريقيا أعلى بنسبة 7% من متوسط السنوات الخمس الماضية و”أعلى جوهرياً” من محصول العام الماضي. من المتوقع أن يبدأ حصاد المحصول الرئيسي في ساحل العاج الشهر المقبل، والمزارعون متفائلون بشأن جودة المحصول.

عوامل داعمة للأسعار
يوجد بعض الدعم لأسعار الكاكاو نتيجة تباطؤ وتيرة صادرات ساحل العاج. أظهرت بيانات حكومية يوم الاثنين أن مزارعي الساحل الشاحل أرسلوا 1.82 مليون طن متري إلى الموانئ في موسم التسويق من 1 أكتوبر إلى 28 سبتمبر، بزيادة 3.4% عن العام السابق لكنها أقل بكثير من الزيادة الكبيرة البالغة 35% التي شوهدت في ديسمبر. كما تلاشت المخزونا الواقعة تحت رقابة بورصة ICE في موانئ الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى خلال خمسة أشهر عند 1,980,232 كيساً يوم الجمعة الماضي، ما منح بعض الدعم للأسعار.

يقرأ  مقتل عشرات في غارة بطائرة مسيّرة على مسجد في السودان بحسب مسعف

أثر الطقس والأمراض
صعدت الأسعار سابقاً الشهر الماضي جراء مخاوف من برودة وجفاف يبطئان نمو النباتات في ساحل العاج وانتشار مرض “البود الأسود” في غانا ونيجيريا. ووفقاً لمجموعة Commodity Weather، كانت فترة الستين يوماً الماضية في غرب أفريقيا الأشد جفافاً منذ عام 1979، وقد يؤثر نقص الأمطار على تمكّن الأشجار من الاحتفاظ بالقرون قبل بداية الحصاد الرئيسي في أكتوبر.

جودة المحصول المتوسط وتأثيرها
قلّلت مخاوف جودة محصول منتصف الموسم في ساحل العاج من المعروض النوعي ودفعت الأسعار إلى الارتفاع. تقول Rabobank إن ضعف جودة محصول منتصف الموسم يعود جزئياً إلى هطول الأمطار المتأخر الذي حدّ من نمو المحصول؛ ويُقدَّر محصول منتصف الموسم هذا العام بحوالي 400,000 طن متري، بانخفاض نسبته 9% عن 440,000 طن العام الماضي.

تراجع الإنتاج في نيجيريا وضعف الطلب العالمي
يشكّل صغر إنتاج نيجيريا عاملاً داعماً لأسعار الكاكاو أيضاً؛ إذ تتوقع رابطة الكاكاو النيجيرية هبوط إنتاج 2025/26 بنسبة 11% سنوياً إلى 305,000 طن متري مقابل 344,000 طن متري متوقع لعام 2024/25، وسجلت صادرات يوليو هبوطاً بنسبة 22% إلى 13,579 طنًا. أما على مستوى الطلب العالمي، فكان تأثيره سلبياً على الأسعار: سجّلت عمليات الطحن الأوروبية في الربع الثاني هبوطاً بنسبة 7.2% إلى 331,762 طنًا متريًا، whereas آسيا شهدت انخفاضاً حاداً بنسبة 16.3% إلى 176,644 طنًا متريًا، وهو أدنى مستوى لفصل الربع الثاني خلال ثمان سنوات، فيما انخفضت عمليات الطحن في أمريكا الشمالية بنسبة 2.8% إلى 101,865 طنًا متريًا.

زيادة إنتاج غانا وأرقام منظمة الكاكاو الدولية
يُثقل ارتفاع إنتاج غانا كعائق سعري، إذ توقّع مجلس غانا للكاكاو في 1 يوليو زيادة محصول 2025/26 بنسبة 8.3% إلى 650,000 طن متري مقابل 600,000 طن في 2024/25. من ناحية أخرى، عدّلت المنظمة الدولية للكاكاو (ICCO) عجز 2023/24 إلى -494,000 طن متري مقارنة بتقدير فبراير -441,000 طن متري، مسجلةً أكبر عجز خلال أكثر من ستين عاماً؛ وبلغ إنتاج 2023/24 تراجعاً بنسبة 13.1% إلى 4.380 مليون طن متري، فيما انخفضت نسبة المخزونات إلى عمليات الطحن إلى أدنى مستوى لها خلال 46 عاماً عند 27.0%. ونبّهت ICCO إلى توقع فائض عالمي قدره 142,000 طن متري لموسم 2024/25 مع تقدير بزيادة الإنتاج بنسبة 7.8% إلى 4.84 مليون طن متري.

يقرأ  دليل المسوقينما يجب أن يعرفه المسوقون

إخلاء مسؤولية ونشر
عند تاريخ النشر، لم يكن لدى ريتش أسبلوند (Rich Asplund) مراكز مالية، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، في أي من الأوراق المذكورة في هذا المقال. جميع المعلومات الواردة هي لأغراض معلوماتية فقط. نُشر هذا التقرير أصلاً في موقع Barchart.com.

أضف تعليق