بقلم ميلاني بيرتون ورينجو جوزيه
ملبورن (رويترز) — أعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز يوم الأربعاء عن قلقه إزاء تقارير تفيد بأن المشتري الحكومي الصيني للخام الحديد اتخذ خطوات لوقف شراء شحنات خام من شركة التعدين بي إتش بي.
وقالت بلومبرغ، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، يوم الثلاثاء إن مجموعة الموارد المعدنية الصينية المملوكة للدولة (CMRG) طلبت من صناعات الصلب والتجار في البلاد تعليق شراء شحنات خام الحديد البحرية المقومة بالدولار من بي إتش بي أثناء مفاوضات الأسعار السنوية.
“أنا قلق بشأن ذلك، وما نريد التأكد منه هو أن الأسواق تعمل بصورة سليمة”، قال ألبانيز للصحفيين. “شهدنا مشاكل من هذا النوع في الماضي. أريد أن تتمكن شركة الحديد الأسترالية من التصدير إلى الصين دون عوائق.”
ولم ترد CMRG على طلب للتعليق أُرسل عبر البريد الإلكتروني، فيما قال متحدث باسم بي إتش بي يوم الثلاثاء إن الشركة لا تعلق على المفاوضات التجارية.
أضاف ألبانيز أنه يأمل أن تُحل المسألة سريعاً، مع إقراره بأن وجود اختلافات أثناء مفاوضات الأسعار أمر وارد. وأعلن وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز أنه سيعقد اجتماعاً مع الرئيس التنفيذي لبي إتش بي مايك هنري.
وتراجعت أسهم بي إتش بي المدرجة في بورصات أستراليا بنسبة 1.13% في تعاملات الصباح المبكرة. وتعد بي إتش بي المورد الثالث للخام الحديد إلى الصين بعد ريو تينتو والبرازيلية فالي.
وفي مذكرة يوم الأربعاء، قال محللو RBC كابيتال ماركتس إن مصانع الصلب الصينية قد تحاول تعويض أحجام بي إتش بي بشراء خام من فورتسكو وريو وفالي، رغم أن ذلك قد يرفع تكاليف المصانع. وأضافت المذكرة: “إذا استمر التعليق لفترة، فهناك خطر أن يضغط ذلك على هوامش مصانع الصلب أو يضطرها لخفض الإنتاج انتقائياً… لكن من غير الواقعي أن تتخلى الصين تماماً عن إمدادات بي إتش بي.”
الخام الحديدي يبقى أهم صادرات أستراليا من حيث القيمة، رغم أن تقريراً حكومياً صدر في يونيو أفاد بأن العائدات قد تنخفض إلى 105 مليارات دولار أسترالي (69.39 مليار دولار) للسنة المالية المنتهية في يونيو 2026، مقارنةً بـ116 ملياراً في العام السابق، مع زيادة المعروض العالمي.
والصين، أكبر مستهلك للخام الحديد في العالم، تشتري نحو 75% من خام الحديد البحري العالمي، وأنشأت CMRG قبل ثلاث سنوات لشراء الخام نيابةً عن مصانع الصلب لديها بهدف زيادة نفوذها كمشتري كبير موحد.
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين أستراليا والصين تحسناً منذ انتخاب حزب العمال الوسطي اليساري بقيادة ألبانيز في مايو 2022. وكانت العلاقات قد توترت بعد أن دعت الحكومة الائتلافية السابقة ذات التوجه الوسطي اليميني إلى تحقيق دولي في أصول جائحة كوفيد-19؛ وردت الصين بفرض رسوم جمركية على عدة سلع أسترالية في أواخر 2020، لكن تلك القيود أُلغيت لاحقاً.