حريق يندلع بمبنى حكومي إندونيسي وادعاءات زائفة تربطه بفضيحة فساد في الفلبين

غضب شعبي واسع اجتاح الفلبين على خلفية فضيحة فساد في مشاريع بنية تحتية يُعتقد أنها كلفت دافعي الضرائب مليارات الدولارات، وفي خضم هذا الغضب جرى تداول مقطع فيديو يصور مبنىً مشتعلًا مع ادعاءات كاذبة أنه منزل مقاول متورط في الفضيحة. الحقيقة أن المشاهد تعود إلى مبنى حكومي إقليمي في إندونيسيا أُضرم فيه النار خلال تظاهرات في أواخر أغسطس 2025.

نُشر المقطع الذي يظهر دخانًا كثيفًا ونيرانًا تكتنف داخل المبنى على منصة تيك توك في 14 سبتمبر 2025، وقيل فيه باللغة التاغالوغية إن «منزل سارة ديسكايا اُحرق»، في إشارة إلى مالكة شركة إنشاءات ورد اسمها ضمن التحقيقات المتعلقة بمشروعات مكافحة الفيضانات المزيفة التي يُرجّح أنها كلّفت الخزانة العامة مبالغ طائلة.

سارة ديسكايا وزوجها وشريكها في الأعمال باسيفيكو ديسكايا أدليا بشهاداتهما أمام مجلس الشيوخ في 8 سبتمبر، حيث قيل إن شركاتهما دفعت رشوات لنحو 26 نائبًا ومسؤولًا في الدوائر العامة لتأمين عقود حكومية، وهو ما أثار سخطًا شعبيًا وتجذّر الاحتجاجات.

في 21 سبتمبر خرج آلاف الفلبينيين في مظاهرات مناهضة للفساد في العاصمة مانيلا، لكن رغم التجمعات أمام مجمّع ديسكايا في مدينة باسيغ أوائل الشهر، لم ترد تقارير رسمية تفيد بأن الموقع قد أُحرق. كما أكد ممثل مكتب الحماية من الحرائق في باسيغ لوكالة الأنباء AFP في 30 سبتمبر أنه لم تصلهم تقارير عن حريق في منزل ديسكايا خلال الشهر الأخير.

من الجدير بالذكر أن الفيديو المتداول رُبط سابقًا بطريقة خاطئة بحركات احتجاجية أخرى، ومنها تظاهرات «جيل زد» في نيبال. وأفضت عملية بحث عكسي عن الصور على غوغل باستخدام لقطات مفتاحية من المقطع المتداول إلى وجود نفس التسجيل منشورًا سابقًا على تيك توك في 30 أغسطس، بعنوان «DPRD Mataram»، وهو ما يشير إلى مبنى مجلس المحافظة الإقليمي في إقليم نوسا تينغارا الغربية بإندونيسيا—ظهر العنوان بوضوح في المنشور ويطابق تقارير محلية وصحفية عن الحادث.

يقرأ  كيم جونغ أون يعزّي أسر الجنود القتلى الذين قاتلوا إلى جانب روسيا — أخبار كيم جونغ أون

نقلت وسائل إعلام إندونيسية محلية، من بينهاTribunnews وSuara NTB Daily، لقطات ومعلومات تفيد بأن المبنى أُحرق خلال تظاهرة في 30 أغسطس، وتصاحب ذلك موجة احتجاجات عمت مدنًا كبرى بما فيها جاكرتا بعد انتشار صور وفيديو يُظهران حادثًا مأساويًا صدم فيه مركبة تابعة لقوات الأمن سائِق توك توك وأدت إلى مقتله في 28 أغسطس، في سياق تظاهرات سابقة ضد تردي الأجور وامتيازات بعض النواب.

تتوفر صورة للمبنى المحترق في أرشيف صور وكالة AFP، وقد سبق للوكالة أن قامت بتحقيقات وتدقيقات لنفي معلومات مضللة مرتبطة بفضيحة الأشغال العامة في الفلبين، مؤكدة ضرورة التحقق من مصادر الوسائط المتداولة قبل نسبها إلى أحداث أو أشخاص في سياقات مختلفة.

أضف تعليق