توماس نادي، بي بي سي أفريقيا، اكرا
صورة عبر غيتي إيميجز
عاصمة توغو لومي قريبة من الحدود مع غانا
أبلغ رجل نيجيري مُرحّل من الولايات المتحدة منصة بي بي سي أنه عالق الآن في فندق بتوغو، بعدما نقلته سلطات غانية سراً مع خمسة آخرين إلى البلد المجاور.
قال الرجل إنهم أُخبروا بأنهم سينقلون من معسكر عسكري إلى سكنٍ أفضل، لكنهم «تُركوا» في توغو. وقد تواصلت البي بي سي مع الحكومة الغانية للتعليق.
الولايات المتحدة رحّلت الرجل النيجيري إلى غانا ضمن حملة أشد ضد الهجرة، شملت رعايا غرب أفريقيا.
قال وزير خارجية غانا صامويل أوكودزيتو أبلقاوا سابقاً إن الحكومة قبلت المرحّلين بروح «التعاطف الإفريقي المشترك».
المُرحّل، الذي طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، ادّعى أن مسؤولين غانيين أدخلونه وخمسة مرحّلين آخرين إلى توغو عبر طريق خلفي. وأضاف أن ذلك جرى بعد رشوة عناصر من الشرطة المحلية، ومن دون إخطار السلطات الطوغولية بدخولهم.
«لم يأخذونا عبر المعبر الرئيسي، أخذونا من الباب الخلفي. دفعوا للشرطة هناك وتركونا في توغو»، هذا ما قاله.
السلطات الطوغولية لم ترد على الاتهامات المتعلقة بتواجد المرحّلين على أراضيها.
أربعة من المجموعة — ثلاثة نيجيريين وليبيري واحد — استقرّوا في فندق بلومي، العاصمة الطوغولية، التي تقع مباشرة عبر الحدود من المكان الذي تُركوا فيه.
وبدون وثائق، اعتمدوا على موظفي الفندق لتلقي أموال من أقاربهم في الخارج لتغطية الفواتير.
«نكافح من أجل البقاء في توغو من دون أي مستندات»، قال الرجل.
«لا أحد منا له أسرة في توغو. نحن محاصرون في فندق فقط»، أضاف. «حالياً نحاول الصمود حتى يتمكن محامونا من مساعدتنا في هذه القضية».
أوضح أنَّهم أثناء تواجدهم في غانا كانوا يطالبون بتحسين ظروف المعيشة لأن الأوضاع في المعسكر العسكري الذي وُضعوا فيه كانت «مزرية».
«كانت الحياة هناك صعبة جداً، فطلبنا مكاناً أفضل، دواءً أفضل، رعاية صحية أفضل ومياهاً أنقى»، قال الرجل لبي بي سي.
وأضاف أنَّ موظفي الهجرة حضروا إلى المعسكر بعد أيام، وأخبروا ستة منهم بأنهم سيأخذونهم إلى فندق لأجل الراحة، لكنهم انتهوا في توغو.
«عندما وصلنا سألنا لماذا نحن على الحدود، فقالوا إنهم يريدون منا توقيع بعض الأوراق كي يأخذونا إلى فندق، لكننا لم نوقّع شيئاً»، أضاف.
أشار الرجل إلى أن حاجز اللغة في توغو يصعّب التواصل؛ فاللغة الرسمية في توغو هي الفرنسية، بينما هو يتحدث الإنجليزية.
كما قال إن ترحيله أثّر على أسرته في الولايات المتحدة.
«لدي منزل في الولايات المتحدة يعيش فيه أطفالي. كيف سأدفع القرض العقاري؟ لا أعرف كيف سيتدبرون أمري بدوني. أطفالي لا يستطيعون رؤيتي، وهذا مرهق للغاية»، اشتكى.
أفاد بأنه عضو في حركة يوروبا لتقرير المصير، وهي منظمة ناشطة تطالب بتأسيس دولة مستقلة في جنوب غرب نيجيريا تخصّ المجموعة العرقية اليوروبا.
وعلى الرغم من أن الحركة غير محظورة رسمياً، فقد وُضعت في مرمى الحكومة النيجيرية؛ إذ اعتُقل 27 شخصاً العام الماضي للاشتباه في ضلوعهم في حملتها.
وبسبب انتمائه لهذه المجموعة، أفاد الرجل لبي بي سي أنه يخشى أن يؤدي عودته إلى نيجيريا إلى اعتقاله وتعذيبه. وأضاف أن ترحيله تم رغم أنه كان تحت حماية قضائية أميركية كان من المفترض أن تمنعه من الترحيل.
لم تذكر الولايات المتحدة السبب وراء ترحيله.
كان النيجيري جزءاً من مجموعة من غرب أفارقة رحّلتهم الولايات المتحدة إلى غانا الشهر الماضي، وشملت المجموعة مواطنين من توغو وليبيريا وجامبيا.
ورُكز هؤلاء سابقاً في مرفق احتجاز أمريكي قبل أن يُقلّوا على متن طائرة عسكرية أمريكية مكبّلين بالأصفاد، حسبما ذكر محاموهم.
تعرضت سياسة الحكومة الأمريكية بإعادة المرحّلين إلى دول ثالثة لانتقادات، ودفعت عدة دول للرد على هذه الاستراتيجية، بما في ذلك نيجيريا.
أعلنت غانا قبل ثلاثة أسابيع عن اتفاق تقبل بموجبه رعايا من دول غرب أفريقيا بعد أن طلبت الولايات المتحدة ذلك، بحسب قول الرئيس جون ماهاما، الذي برر موافقته بوجود حرية تنقّل بين شعوب غرب أفريقيا.
وقال وزير الخارجية أبلقاوا إن غانا لم تتلق أي مقابل مالي لقاء قبول المرحّلين.
وطالب نواب المعارضة بتعليق فوري لاتفاق الترحيل إلى أن يوافق عليه البرلمان، لكن الحكومة قالت إنها تخطط لقبول 40 مرحّلاً آخرين.
وقد شرع محامو المرحّلين في اتخاذ إجراءات قانونية ضد حكومتي الولايات المتحدة وغانا، مؤكدين أن حقوق موكليهم انتهكت.