إقالة مفاجئة الأيام الأخيرة لولاية رئيس المركز الوطني لإحصاءات التعليم السابق ومستقبل بيانات التعليم

بيغي كار لم تكن فقط أول امرأة تُكلَّف قيادة المركز الوطني لإحصاءات التعليم؛ إنما كانت أيضاً أول شخص أسود يتبوأ منصب إداري في هذا الصرح، بعد مسيرة امتدّت عقوداً شملت تدريس الإحصاء في جامعة هاورد والعمل كمُحصّية في مكتب الحقوق المدنية بوزارة التربية. انضمّت إلى المركز عام 1993، وبذلك كسرت تقاليد ممتدة تعود إلى إنشاء الوكالة عام 1867 بعد الحرب الأهلية، في سياق جهود إعادة الإعمار. رشّحها الرئيس السابق جو بايدن مفوّضةً للمركز في 2021.

قالت كار، عقب إقالتها: «هذه استراتيجية لتصفيّة صَحَفة الرسّال؛ نحن لم نكن إلا ناقلين لرسائل حول حالة طلاب هذا البلد». يسعى الكونغرس عادةً إلى حماية استقلالية إحصاءات التعليم بتعيين مفوض لمدة ست سنوات كي تمتد الولاية عبر إدارات مختلفة، لكن كار صارت أول مفوض للمركز يُعفى من منصبه بأمر رئاسي — نقطة تاريخية جديدة في مسيرتها.

رغم التوقيت المتقارب مع إعفاء رفيع أسود آخر قبل أيام، لم تكن كار مُنغمسة في التفكير بهويتها الجندرية أو العرقية حينها. هي نفسها قالت إنها لم تتوقّع ذلك، خصوصاً وأنها لم تكن متطرفة في سياساتها: دافعت عن الاختبارات المعيارية ضد اتهامات بالعنصرية، ونبّهت مراراً إلى ضرورة الاهتمام بفجوات التحصيل حتى لو استدعى ذلك تسليط الضوء على تراجع نتائج بعض الطلاب السود واللاتينيين. «البيانات تكشف ما يمكن فعله لتحسين الأوضاع»، كانت تردّ.

فصلت الأحداث بسرعة. إثر وصول فريق انتقالي مرتبط بالإدارة الجديدة بدا أن التغيير سيسير بصورة طبيعية؛ عُقِدت جلسات إحاطة ومناقشات حول العمل الإحصائي، وكان الانطباع الأول أن الفريق «فضولي ومهتم». ثم وصلت مجموعة تُعرف بـDOGE، وبدأت عملية مراجعات بحثية عقِدَت حول لغة العدالة التنوع والمساواة في العقود. بادرت إدارة كار بإجراء عمليات بحث بالكلمات المفتاحية في العقود، لكن الفوضى ظهرت عندما تحوّلت المسألة من فحص لغوي إلى مطالبات بقطع عقود وإنهاء أعمال إحصائية رئيسية.

يقرأ  مقتل أكثر من ١٦٠ شخصًا في باكستان جراء أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة— أخبار أزمة المناخ

هيكلية المركز كانت تصعّب الوضع: بسبب قيود تشريعية على عدد الموظفين، اعتمد المركز على مقاولين خارجيين لإنجاز نحو 90% من الأعمال الإحصائية — مجموعة من العقود التي تُديرها هيئة صغيرة لا تتجاوز المئة موظف. هذا الاعتماد الخارجي جعل المركز هشّاً عند مطلع موجة الإلغاء، فخلال أيام أُلغيت عشرات العقود التي تمثّل الجزء الأكبر من جمع ومعالجة بيانات التعليم.

سادت ارتباكات الاتصالات: أوامر DOGE كانت تُنقل في كثير من الأحيان عبر وسطاء داخل الوزارة، بما خلق ما وصفتْه كار بـ«لعبة الهاتف» حين يحاول المرء تفسير تعقيدات دوريات بيانات متعددة الأجزاء. كما تصاعدت مطالبات بتخصيص خُصومات كبيرة على مشاريع مهمة مثل تقييم تقدم الطلبة الوطني (NAEP) وبرامج بحث دولية وترصد دقيق للحدود الجغرافية للدوائر المدرسية، مما حمّل فرق كار عبئاً هائلاً لمحاولة حماية عناصر لا يجوز المساس بها قانونياً أو منهجياً.

من بين الضحايا التي خاف عليها فريق كار كانت منصة تكنولوجية تُدعى EDPass، وهي أداة موحّدة تسمح للولايات بإرسال بيانات تسجيل الطلاب ومعدلات التخرّج وغيرها إلى الوزارة. اعتبرت كار EDPass من إنجازاتها في تحديث وتسرّيع الإصدارات: اختصار زمن نشر النتائج من حوالي عشرين شهراً إلى نحو أربعة فقط بين 2016 و2024. ومع ذلك لم تَرُقَّ لِمن يقود مراجعات العقود، فجُعِلَت أهداف التوفير أوسع من أن تستثني منصات مماثلة.

في 10 فبراير، بعد أسابيع من التدخّلات، بلغ عدد العقود الملغاة 89 عقداً — معظم صلب نشاطات المركز الإحصائية. كار وصفت الصدمة التي اجتاحت فريقها: «كنا في حالة ذُهول: ماذا يعني أن كل هذا اختفى؟» حتى المنتقدين الذين يرون أن المركز متأخّر في تحديث طرقه ويحتمل أن تقلّص تكاليفه أدانوا أسلوب الإقالة المهين.

يقرأ  أكثر من 200 قتيلاً في فيضانات مفاجئة تضرب باكستان وكشمير الهندية

حاولت كار إنقاذ أجزاء مركزية؛ ضخت جهوداً مع المقاولين لإيجاد بدائل وتقديم تبريرات لإعادة بعض العقود، لاسيما حماية الاتفاقيات العابرة للوكالات مع مكتب الإحصاء الاتحادي التي تُعدّ ضرورية لحساب توزيعات عائدات قانون العنوان الأول للمدارس الفقيرة. كانت المخاوف تتزايد مع اقتراب مهل إحصائية حرجة ومع إجراء اختبارات دولية وبرامج مسح وطنيّة للمعلّمين والقيادات المدرسية.

في 24 فبراير، أثناء مفاوضات متوترة حول خفض ميزانية اختبار NAEP، ظهرت عناصر أمنية عند باب مكتبها وأُبلغت بإخراجها فوراً ووضعها في إجازة إدارية. وصفت المشهد بأنه «صدمة تامة»، وأن رجل الأمن كان مؤدباً في التعامل لكنه امتنع عن مناداتها باسمها الشائع، فخاطبها بلقبها العلمي. يومين لاحقين عادت لاستلام ممتلكاتها بعد أن حزم فريقها الصناديق عبر اتصال مرئي؛ كان مؤثراً معرفة أن الموظفين الذين ساعدوها في حمل أغراضها لم يعلموا بعد أنهم سيفقدون وظائفهم قريباً.

في 11 مارس تمّت تسريحات جماعية واسعة شملت أكثر من تسعين موظفاً من طاقم المركز، تاركةً المنظمة شبه فارغة وبدون قيادة فعلية لأسابيع. الوزارة أعلنت لاحقاً أنها ستعيد تقييم وإعادة إطلاق بعض عمليات جمع البيانات، لكن نطاق العمل المُعاد قد يكون أقل بكثير، ويستغرق فهم حجم الضرر سنوات. حتى بيانها المرتقب في منتصف يوليو كان مخصصاً لتوضيح رؤيتها وآثار ما حل بالمركز.

النتائج العملية فورية ومقلقة: لم تستطع الوكالة الوفاء بموعد سنوي لتقديم تقرير إحصائي إلى الكونغرس — موعد لم تُخلّ به الوكالة من قبل — وتأخر نشر نتائج اختبار NAEP للعلوم لعام 2024 لغياب مفوض يوقّعها، وإنْ تمكنت الوزارة بصعوبة من حساب توزيعات العنوان الأول في اللحظة الأخيرة. كما يبقى قلق كبير بشأن حفظ وصيانة الأرشيف التاريخي للبيانات: عند إلغاء العقود، أحصت كار نحو 550 مجموعة بيانات منتشرة في مواقع متعدِّدة، بينما يفتقر المركز إلى مستودع بيانات مركزي مؤمّن.

يقرأ  المتحف الوطني للفنون الآسيوية يعلن عن معرض كوري ضخم للفن

رغم كل ذلك، تعتزم كار البقاء منخرطة في مجال إحصاءات التعليم من خارج الوزارة؛ ترى فرصاً لدى الولايات والمناطق في إطار تفويضات تسلّط على المستوى المحلي مسؤولية أكبر عن التعليم. حافظت على تواصل وثيق مع فريقها السابق، واحتفى بعضهم بها في لقاء في كنيسة بولاية فرجينيا كدعم متبادل ووفاء لعملٍ امتدّ عقوداً. منحها زملاء لوحة صُنعت من أزرار زرقاء تشكّل رمز NAEP مع نجمة ذهبية، رمزاً لإنجازات اعتبرها كثيرون معياراً ذهبياً في قياس أداء الطلبة الأميركيين — إنجاز بنتْه كار وأخذته معها حين غادرت.

في النهاية، يقول من عرفّوا عملها إن إنجازات المركز التي شاركت في بنائها تبرع لها بالامتنان، بينما ستبقى أسئلة جسيمة عالقة حول مصير بيانات التعليم الوطنية، ومدى قدرة النظام على الحفاظ على استمرارية المؤشرات التي يعتمد عليها صانعو القرار والمجتمع لتحسين المدارس وحياة الطلاب.

أضف تعليق