تقرير جويل جونتر من كييف
نام الأوكرانيون ليلة الجمعة على خوف مرعب من أن يَغرَى دونالد ترمب بفلاديمير بوتين فيقدم تنازلات جوهرية بشأن الحرب. واستيقظوا صباح السبت ليجدوا أن قمة ترمب-بوتين في ألاسكا قد انطفأت في النهاية دون أي اتفاقات استراتيجية أو سياسية — وكان ذلك نادراً أن يأتي فشل قمة على أنه خبر مريح.
في غياب أي تطورات حقيقية، تحول اهتمام الأوكرانيين إلى جانب العرضي للمشهد — «الاستعراض البصري» أو ما يصفه السياسيون بـ«الانطباعات».
بوتين، الرجل المسؤول عن حرب العدوان المدمرة ضد أوكرانيا، قُدِّم له في ألاسكا أحرّ ترحيب ممكن. جنود أميركيون انحنى بعضهم حرفياً لفرد السجادة الحمراء أمامه. صفّق له ترمب عند اقترابه وامتدّ إليه ليد يصافحه بود. ركب الزعيمان معاً بمفردهما في الليموزين الرئاسي لترمب، وكان من الممكن رؤية بوتين يضحك أثناء ابتعاد السيارة.
بالنسبة للرئيس الروسي، الذي صار معزولاً دولياً منذ اجتياحه الشامل لأوكرانيا، مثّل هذا الاستقبال بداية عودة استثنائية إلى المسرح الدبلوماسي العالمي ووضع نبرة استمرت طيلة اليوم.
في أوكرانيا، لم يكن المشهد مرحباً به.
«السجادات الحمراء وهذه الدرجة من المراسم تكون عادية في الفعاليات الدولية، لكن في هذه الحالة — لمعتدٍ مسؤول عن موت ملايين الناس — لم يكن ينبغي أن يحدث ذلك»، قالت ماريا دراتشوفا، محامية عمرها أربعون عاماً في كييف.
دراتشوفا، التي استيقظت وشاهدت اللقطات أثناء تناول إفطارها، رأت أن الأمر بدا كأن «الفعالية كاملة كانت مُعدّة لإرضاء بوتين». «العالم العقلاني يتصرّف بلا عقل بتقديم هذا الترحيب له،» أضافت.
رافق استقبال بوتين مرافقة طائرته إلى القاعدة الجوية في ألاسكا بأربعة مقاتلات أميركية، وبينما كان يمشي على السجادة الحمراء ويتبادل الأحاديث الودية مع ترمب، حلّق قاذفة أميركية من طراز B-2 فوق المكان محاطة بأربع مقاتلات أخرى.
من تابع المشهد متأخراً شعر بأنه يرى «تطمين مجرِم حرب على أعلى المستويات»، كما قال أولكسندر كوفالينكو، كاتب ومحلل سياسي أوكراني. وأضاف: «لم تكن هناك حاجة لهذه البهرجة على الإطلاق. كان ينبغي أن تُدار هذه اللقاءات بطريقة أكثر تحفظاً — بأقل قدر من التكريم».
عقب التحيات، جلس ترمب وبوتين أمام مجموعة من الصحفيين في قاعدة إلمندورف الجوية، تحت لافتة كتب عليها «السعي إلى السلام». صاح أحد الحضور سؤالاً موجهاً إلى بوتين: «هل ستتوقفون عن قتل المدنيين؟»
بدا زعيم الكرملين وهو يبتسم بسخرية، وأشار إلى أذنه في إيماءة توحي بأنه لم يسمع السؤال.
مع الابتسامات والضحكات والجو العام الودي الذي ساد المشهد، بدت تلك الإيماءة نغمة مرة في أوكرانيا، حيث قُتل وجُرح مئات الآلاف في حرب العدوان الروسية.
«حين رأيت ما جرى شعرت بالتحطيم»، قال سيرهي أورليك، خمسيني من إقليم دونيتسك الشرقي، الذي تسيطر عليه القوات الروسية جزئياً وشهد بعض أعنف معارك الحرب. «فقدت منزلي مرتين، في سلوفيانسك ودونيتسك. فقدت أقارب. أعلم أن الاتفاق يستلزم بروتوكولاً، لا يمكنك أن تنهال على بوتين فور وصوله، لكن كان مشهداً مزعجاً جداً — خصوصاً تلك الابتسامات الساخرة.»
واصلت علامات التبجيل لبوتين بعد المحادثات. في بيان مشترك للصحافة، سمح ترمب للرئيس الروسي بالكلام أولاً. تحدث بوتين حوالى ثماني دقائق، متجنّباً بعناية أي إشارة إلى كيفية اندلاع الحرب — الفعل الروسي المفاجئ وغير المبرر. بدا بوتين نشيطاً وراضياً عن مجريات القمة. أما ترمب فبدا منهكاً غير معتاد، وتحدّث لبضع دقائق لا تتجاوز دقيقتين، دون أن يفخر بتحقيق أي صفقة — العملة التي يزدهر بها عادة.
بدلاً من ذلك، سلّم زمام المبادرة إلى بوتين، بحسب كير جايلز، زميل بارز في برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس. «لقد كانت انتصاراً هائلاً لبوتين قبل أن ينزل من الطائرة، بإعادة تأهيله بهذه الطريقة»، قال جايلز. «لقد سهّل ترمب وصوله ليُستقبل كرئيس دولة، بينما يفترض أن يجد صعوبة في السفر لأنه مجرم حرب مطلوب دولياً».
قال جايلز أيضاً إن نهج ترمب من غير المرجح أن يدفع القادة الأوروبيين إلى تقليده. «إن كان هنالك نتيجة فهي تأكيد أهمية عدم تبني مطالب بوتين تجاه أوكرانيا وعدم الخضوع لنفس أنواع الاستعراض التي تُثير سخرية ترمب».
في بيان له يوم السبت شدّد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي على أهمية وجود القادة الأوروبيين في كل مرحلة من مراحل المفاوضات. يُنظر إليهم غالباً كحاجز يمنع احتمال تأثير بوتين بشكل مفرط على ترمب.
قبل ذلك، سيتوجه زيلينسكي يوم الإثنين إلى واشنطن مرة أخرى، مسرح المواجهة الكارثية في المكتب البيضاوي مع ترمب في فبراير الماضي. يأمل هذه المرّة في نتيجة أفضل وطريقٍ إلى سلام لا يتضمن الانصياع لمطالب روسيا العدوانية.
أشار كوفالينكو إلى أن الولايات المتحدة تمتلك «طيفاً واسعاً من الأدوات» لمساعدة أوكرانيا في هذه المساعي، لكنه أضاف أن البهرجة والاحتفاء ببوتين لا ينبغي أن تكون من بينها. «ربما كان كل هذا معدّاً لخداع بوتين وتدليله ودفعه إلى اتباع استراتيجية البيت الأبيض»، قال. «لكنّي أشك في ذلك. الأرجح أنه نزوة ترمب، بلا أي استراتيجية على الإطلاق.»
تقرير إضافي: داريا ميتيوك