إغلاق الحكومة الأمريكية يتواصل ترامب يقطع التمويل عن الولايات الديمقراطية أخبار السياسة

فشل الجمهوريون والديمقراطيون في تضييق الفجوات بشأن مشروع قانون الإنفاق، بينما بدأت آثار إغلاق الحكومة الجزئيّ بالظهور.

لم يحرز المشرِّعون في الولايات المتحدة تقدّماً يُذكر نحو إنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة، إذ أعاق الطرفان مقترحات تمويل مؤقتة متنافسة لليوم الثاني على التوالي.

في جلسة الأربعاء، رفض مجلس الشيوخ الاقتراحين المتقابلين بأغلبية مشابهة لليوم السابق، واللذان لم ينجحا أيضاً في منع الإغلاق.

رفض الشيوخ المقترح الجمهوري لتمديد تمويل الحكومة حتى 21 نوفمبر بتصويت 55 مقابل 45.

اثنان من الديمقراطيين، جون فيترمان عن بنسلفانيا وكاثرين كورتيز ماستو عن نيفادا، بالإضافة إلى مستقل واحد، أنجس كينغ عن مين، عبروا إلى صفّ دعم المشروع كما فعلوا يوم الثلاثاء.

مشروع الديمقراطيين، الذي ربط تمديد التمويل بحزمة رعاية صحية جديدة بقيمة تقارب 1.5 تريليون دولار، لم يمرّ أيضاً بعدما سجّل 53 صوتاً مؤيداً مقابل 47 معارضة، فيما وقف جميع الجمهوريين مجدداً ضده.

جاء هذا الجمود في وقت بدأ فيه الرئيس ترامپ تنفيذ تهديداته بفرض تكاليف على الديمقراطيين بسبب الإغلاق، الذي أوقف عدداً من الخدمات الحكومية وأجبر موظفين أساسيين على الحضور إلى أعمالهم من دون أجر مع وعد بالتعويض لاحقاً.

أعلن مدير ميزانية البيت الأبيض، راسل تي. فوغت، أن الإدارة ستجمّد 26 مليار دولار من تمويل البنى التحتية المخصّصة لولايات تديرها قيادات ديمقراطية.

وأضاف فوغت أن 18 مليار دولار لمشروعات نقل في مدينة نيويورك وُضِعَت قيد التجميد لمنع صرفها على أساس «مبادئ التنوع والإنصاف والشمول غير الدستورية» — إشارة إلى سياسات التنوع والإنصاف التي انتقدها المحافظون بشدّة.

كما أشار فوغت إلى أن 8 مليارات دولار من تمويل ما وصفته الإدارة بـ«خدعة الصفقة الخضراء» والموجّهة إلى 16 ولاية، بينها كاليفورنيا وواشنطن وهاواي، قد أُلْغيت.

يقرأ  اسأل — استمع — تعلّموأشعلت محادثات رائعة مع طلابي

وألمح مسؤولون في إدارة الرئيس ترامپ أيضاً إلى أن الأخير سيسعى للمضي قدماً في تهديده بإجراء تسريحات جماعية على خلفية الإغلاق.

قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في إيجاز للبيت الأبيض: «سنضطر لتسريح موظفين. علينا أن نوفر المال في بعض الأماكن حتى لا تُوقف الخدمات الأساسية في أماكن أخرى».

من جانب أكاديمي، رأت ستيفاني ليزر، محاضرة في السياسات العامة بكلية جيرالد آر. فورد بجامعة ميشيغان، أن حالة عدم اليقين الناتجة عن الإغلاق تضرّ بالاقتصاد بالفعل.

قالت ليزر لـ«الجزيرة»: «بينما ينتظر الجميع لمعرفة كيف ستسير السياسة ومن سيكون أكبر الخاسرين والرابحين، ينبغي ألا ننسى أن الانفاق المتأخر وتراجع الاستثمارات وارتفاع تكاليف الاقتراض واستنزاف الاحتياطيات والأعباء الإدارية كلها تكاليف واقعية ناشئة عن هذا التوقف».

وأضافت: «الجميع يقضون وقتهم في تركيب السيناريوهات والقلق بشأن الأسابيع والأشهر المقبلة بدل التخطيط للمستقبل».

مع دخول الإغلاق يومه الثاني، بدا أن لا أحد من الجمهوريين أو الديمقراطيين في مزاج للتسوية.

اتهم زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشاك شومر الرئيس ترامب بأنه يعامل الأمريكيين كقطع شطرنج «ويهدّد بفرض الألم على البلاد كنوع من الابتزاز».

وقال إنَّ دفعة الديمقراطيين لتمديد دعم الرعاية الصحية وإلغاء التخفيضات في برنامج ميديكيد الواردة في ما يسمى قانون «مشروع واحد كبير وجميل» تعكس رغبة الجمهور.

«لا أكثر ولا أقل. يريدون منا أن نجلس ونتفاوض على حل حقيقي يخلّصهم من هذا العبء الهائل»، قال شومر.

من جانبه حمّل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثوين المسؤولية للديمقراطيين.

نشر ثوين على منصّة إكس: «لقد فقدوا كلّ عقلانية عندما يتعلق الأمر بكراهيتهم تجاه الرئيس ترامب. آمل أن يعود الديمقراطيون إلى رشدهم ويعيدوا فتح الحكومة».

أضف تعليق