تتلاشى آمال الناجين بعد انهيار مبنى مدرسة في إندونيسيا

نُشر في 2 اكتوبر 2025

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

سخّرت السلطات الإندونيسية آليات ثقيلة لتحريك أجزاء هائلة من مبنى مدرسة انهار جزئياً، ولا يزال حوالي 59 تلميذاً مراهقاً في عداد المفقودين بعد مرور ثلاثة أيام على الانهيار الهيكلي المدمر.

بعد التشاور مع عائلات المفقودين وعدم العثور على أي دلائل إضافية على وجود أحياء تحت الأنقاض، قررت السلطات المضي قدماً في عمليّة تحريك الأنقاض.

«على أي حال، سنتوخى حذراً شديداً عند استخدام الآلات الثقيلة» جاء ذلك على لسان الوزير المنسق براتيكنو، مشدداً على أن العمليات ستستمر بحذر بالغا رغم توقعات قاتمة.

وقع الحادث يوم الاثنين حين انهار قاعة الصلاة في مدرسة الخوزيني الإسلامية التربوية التي تعود إلى قرن في سِيدوارجو بشرق جاوة، مدفونةً المئات تحت الركام. وأفاد المسؤولون بوجود طابقتين إضافيتين قيد الإنشاء بشكل غير مصرح به فوق المبنى ذي الطابقين، وأن أساس البناء فشل أثناء صبّ الخرسانة.

حتى الآن تأكدت وفاة خمسة أشخاص، وأُصيب أكثر من مئة آخرين، وتم إدخال أكثر من عقدين إلى المستشفيات بحالات خطيرة تضم إصابات في الرأس وكسوراً متفرقة. الضحايا كانوا في الغالب طلاباً ذكوراً تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاماً (من الصف السابع حتى الثاني عشر)، في حين نجا الطالبات اللائي كنّ يُصلين في جزء مختلف من المبنى.

مع انقضاء النافذة الحرجة التي تمتد 72 ساعة — حيث تتضاءل فرص النجاة بشكل حاد — واصل نحو 220 عاملاً جهود البحث والإنقاذ في الموقع مع وجود سيارات إسعاف في حالة تأهب. ومع ذلك، فإن وصول عدد كبير من أكياس الجثث دلّ على تدهور الوضع الإنساني.

وقال سوهاريانتو، رئيس الوكالة الوطنية للتخفيف من الكوارث في إندونيسيا: «لم نعد نضع احتمال وجود ناجين في الحسبان، لكننا سنستمر في العمل بحذر» مضيفاً أنه لا يزال ثمة غموض حول العدد الدقيق للمفقودين. «نأمل حقاً ألا يكون هؤلاء الـ59 موجودين تحت الأنقاض».

يقرأ  وزارة العدل الأميركية تنشر نصوص مقابلات غيسلين ماكسويل

مئات من أقارب الضحايا ظلوا يراقبون الموقع بلا انقطاع منذ يوم الاثنين، ينامون على مراتب وزعتها الحكومة في الممرات بينما ينتظرون أي مستجدات.

من بين المنتظرين أم تُدعى حفيّة، ابنه البالغ من العمر 15 سنة — طالب في الصف التاسع ويدعى محمد عبد الرحمن نافيس — لا يزال مفقوداً. قالت: «لا أستطيع الاستسلام، يجب أن أؤمن بأن ابني لا يزال على قيد الحياة، هو فتى شديد الحركة… قوي جداً» واستذكرت كيف أكل بحماس طبق الساتي المفضّل خلال زيارتها قبل يوم واحد فقط من الانهيار. وكان نافيس يخطط للالتحاق بقسم الهندسة الميكانيكية في المرحلة الثانوية بعد تخرجه من التعليم الإعدادي.

وأضافت حفيّة وهي تعبر عن إحساسها العميق بالعجز: «لا أستطيع أن أستسلم لأن فريق الإنقاذ يحاول حالياً إخراج أطفالنا».

أضف تعليق