محكمة بريطانية تدين ٧ رجال بالتغرير الجنسي والاستغلال المنهجي لمراهقين — أخبار العنصرية

حكمت محكمة في منشستر بالمملكة المتحدة بسجن سبعة رجال لفترات تتراوح بين 12 و35 سنة على خلفية إساءة جنسية ممنهجة استهدفت فتاتين مراهقتين في روتشديل بشمال إنجلترا بين 2001 و2006.

تولى القائم بدور زعيم المجموعة، محمد زاهد، تاجر سوق يبلغ من العمر 65 عاماً، أطول عقوبة يوم الأربعاء بعد إدانته بعدد من تهم الاغتصاب وغيرها من الجرائم الجنسية المرتكبة ضد الضحيتين.

كما أدين ستة رجال آخرون تتراوح أعمارهم بين 39 و67 عاماً عقب محاكمة امتدت أربعة أشهر وانتهت في يونيو، وكانوا جزءاً من شبكة استغلالية أشار إليها الإعلام لاحقاً بتعبير «عصابات التنشئة»، التي تحوّلت في بعض الخطاب العام المتسم بالسمية إلى وسيلة لتشيط اتهامات موجهة ضد البريطانيين من أصول آسيوية والمسلمين.

كانت الضحيتان لم تعرِفا بعضهما، وكانتا في الثالثة عشرة من العمر عند بدء الانتهاكات. قدم المدعون أدلة تفيد بأن الفتاتين، اللتين تنتميان إلى خلفيات أسرية مضطربة، استُدرجتا في البداية بعروض هدايا ونقود ومأوى مؤقت. تصاعدت جرائم الاستغلال بأخذهما إلى مواقع متعددة في أنحاء المدينة حيث تغذيهن المجموعة بالكحول والمخدرات قبل تعرّضهن للاعتداء الجنسي.

قدمت كلتا الضحيتين بيانَي تأثير أثناء جلسات النطق بالعقوبة استمرت ثلاثة أيام؛ وصفت إحداهما كيف أثر الاعتداء في كل جوانب حياتها، من صحتها الجسدية والنفسية إلى قدرتها على تكوين علاقات، بينما قالت الأخرى إنها كانت آنذاك تعتقد أن كل رجل سيطالبها بعلاقة جنسية ودعت ضحايا أخرين إلى الإبلاغ مهما مرّ من زمن.

يمثل هذا الملف جزءاً من إجراءات قانونية مستمرة تتناول استغلال الأطفال تاريخياً في روتشديل، التي انكشف أمرها للجمهور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقد اعترفت السلطات المحلية وشرطة مانشستر الكبرى (GMP) بفشلها في أداء واجب الحماية تجاه الضحايا.

يقرأ  توقّعات موجة الحر متابعة ارتفاع درجات الحرارة في كندا

أصدر ستيفن واتسون، القائد العام لشرطة مانشستر الكبرى، اعتذاراً في أبريل 2022 أقر فيه أن أداء القوة كان «حدودياً إلى حد عدم الكفاءة» في إدارة هذه القضية. وخلص تقرير حكومي بُعثرت إليه توصيات في 2022 إلى أن المجلس المحلي والشرطة بدت وكأنهما يخففان من قيمة «الأبعاد العرقية لاستغلال الأطفال»، بعد تقاعسهما عن التحرك رغم التحذيرات.

قدّرت تقارير سابقة، منها تقرير عام 2014، أن عدد الضحايا الذين قد يكونون قد استُغلوا من قبل رجال ذوي أصول باكستانية في مثل هذه القضايا يصل إلى نحو 1,400 شخص، بينما تظل الغالبية العظمى من القضايا الجنسية في بريطانيا من أعمال رجال بيض بحسب الإحصاءات الأوسع.

عاد الموضوع إلى دائرة الاهتمام السياسي في المملكة المتحدة هذا العام عندما بدأ إيلون ماسك على حسابه في منصة X توجيه اتهامات لرئيس الوزراء كير ستارمر بالتحمّل المسؤولية لماضيه كرئيس لهيئة الادعاء الملكي، في اتهامات رفضتها الحكومة. واستغلت جهات أخرى القضية لربط مرتكبي الجرائم بانتماءاتهم العرقية واتهام ثقافات التسامح المزعوم تجاه الأقليات بأنها تقف عائقاً أمام التحقيقات، رغم وجود أدلة معاكسة.

واتّسم الخطاب العام بتدخل عناصر من اليمين المتطرف، على رأسهم ستيفن ياكسلي-لينون المعروف بتومي روبنسون، الذي روّج مراراً لفكرة تحميل المجتمع المسلم في بريطانيا مسؤولية الانتهاكات واتهم الحكومة بالتستر؛ وحظي بدعم ماسك الذي اعتقد أن روبنسون كان يفضح ملفات مهمة رغم سجل الأخير في إدانات سابقة بتهم أخرى.

دعا ماسك إلى فتح تحقيق وطني جديد في «عصابات الاغتصاب»، وانضم إليه بعض السياسيين؛ ورغم أن ستارمر قال في البداية إن تحقيقاً قد أُجرِي وأن توصياته بحاجة إلى تنفيذ، إلا أنه غير موقفه لاحقاً وأيد الدعوات لإجراء تحقيق شفاف آخر، قائلاً أمام هيئة الإذاعة البريطانية إن تحقيقاً شفافاً إضافياً سيسهم في استعادة ثقة الجمهور بالمؤسسات: «هذا، من وجهة نظري، نهج عملي ومعقول في العمل السياسي».

يقرأ  أُطلق سراح كيلمار أبريغو غارسيا، الذي تم ترحيله ظلماً، من سجن ولاية تينيسي — أخبار دونالد ترامب

أصدر مكتب بارونسة لويز كايسي تقريراً تمهيدياً في يونيو أشار إلى ضعف شديد، وأحياناً انعدام، البيانات المتعلقة بهذه القضايا، مما يصعّب إلى حد كبير التحقق من أي تمثيل مفرط لمجموعات عرقية بعينها. وصاغت كايسي الخلاصة قائلة: «إذا نظرت إلى بيانات استغلال الأطفال والمشتبه بهم والمذنبين، فهناك تمثيل مفرط لمن هم من أصول آسيوية؛ أما بيانات الاعتداء الجنسي بوجه عام فلا تظهر هذا التمثيل المفرط، وبالطبع يغلب عليها الرجال البيض».

بعد صدور تقرير كايسي، قالت وزيرة الداخلية آنذاك إيفيت كوبر إن الحكومة قبلت التوصيات، التي تضمنت تشديد قوانين الاغتصاب وتعزيز حماية الأطفال. وأضافت في مجلس العموم: «مع أننا بحاجة إلى بيانات وطنية أقوى بكثير، لا يمكننا ـ ولا ينبغي أن نتغافل ـ عن هذه النتائج، لأن تجاهل المشكلات وعدم الكشف عنها يمكّن قلة من المجرمين من أن تُستغل جرائمهم لتهميش مجتمعات بأكملها».

أضف تعليق