أمر ثانٍ هذا العام يركّز على مستخدمي آبل في المملكة المتحدة؛ محاولة سابقة شملت بيانات مستخدمي الولايات المتحدة سُحِبت تحت ضغـط أمريكي.
أمرت وزارة الداخلية البريطانية شركة آبل بتسليم بيانات شخصية حمّلها زبائنها إلى السحابة للمرة الثانية هذا العام، في نزاع مستمر حول الخصوصية أثار قلق مناصري الحريات المدنية.
أصدرت الوزارة في أوائل سبتمبر مطلباً يقضي بإنشاء “باب خلفي” يتيح للسلطات الاطلاع على بيانات خاصة لمستخدمي آبل في المملكة المتحدة، بعد محاولة سابقة شملت أيضاً زبائن في الولايات المتحدة فشلت، حسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز يوم الأربعاء.
تنبيه تقني سابق صدر في مطلع العام أطلق عليه اسم “إشعار القدرة التقنية” أدى إلى رد فعل قوي من الولايات المتحدة، التي تعارض تدخل جهات أجنبية في تنظيم شركات وادي السيليكون، ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك إلى إجبار لندن على التراجع.
وقالت شخصية معنية بالأمن الأمريكي في أغسطس إنها سعت إلى “ضمان بقاء بيانات الأمريكيين الخاصة خاصة، وحماية حقوقنا الدستورية وحرياتنا المدنية”.
ردت منظمات الحريات المدنية في المملكة المتحدة بقلق على الأمر الجديد بالوصول إلى بيانات مُشفّرة. وقالت منظمة Privacy International ومقرها لندن: «إذا لم يتوقف هذا الأمر الجديد، فستصدر الحكومه البريطانية على الأرجح أوامر مماثلة لشركات أخرى أيضاً». (تغريدة منشورة في 1 أكتوبر 2025)
قالت وزارة الداخلية، بحسب فاينانشيال تايمز: «لا نعلق على مسائل تشغيلية، بما في ذلك، على سبيل المثال، تأكيد أو نفي وجود أي من هذه الإشعارات».
يمثل الحفاظ على الخصوصية عبر التشفير نقطة بيعية رئيسية للمنصات التقنية، التي طالما اعتبرت توفير الوصول إلى جهات إنفاذ القانون خطاً أحمر.
أعلنت آبل يوم الأربعاء أنها “لم تبنِ قط باباً خلفياً أو مفتاحاً رئيسياً لأي من منتجاتنا أو خدماتنا ولن تفعل ذلك أبداً”. وقد استأنفت الشركة ضد إشعار القدرة التقنية السابق أمام محكمة صلاحيات المراقبة في المملكة المتحدة، كما أكدت تلك الهيئة في أبريل.
مع ذلك، سحبت آبل خاصية التشفير الشامل من الطرف إلى الطرف المعروفة باسم Advanced Data Protection لمستخدمي المملكة المتحدة في فبراير. تتيح هذه الميزة لمستخدمي آيفون وماك التأكد من أن الوصول إلى البيانات المخزنة على السحابة يقتصر عليهم فقط — ولا حتى على آبل نفسها.
وقالت الشركة ومقرها كاليفورنيا إن “آبل لا تزال غير قادرة على تقديم Advanced Data Protection للمستخدمين الجدد في المملكة المتحدة، وسيُطلب من المستخدمين الحاليين في نهاية المطاف تعطيل هذه الخاصية الأمنية”.
وأضافت أنها ملتزمة بتوفير أعلى مستويات الأمان للمستخدمين، وتعمل على تمكين ذلك مستقبلاً في بريطانيا.
تتزامن هذه الجلبة حول محاولات السلطات الرسمية للتدخل في بيانات مستخدمي آبل مع جدل متصاعد بسبب خطط حكومية لإصدار بطاقات هوية رقمية للحد من الهجرة غير الموثقة والتصدي لتهديدات حزب Reform UK اليميني، ما أثار استياء مجموعات الحريات المدنية والمواطنين في بلد كان مفهوم بطاقات الهوية الوطنية فيه تقليدياً غير محبوب.