بعد يوم من احتفال ديني مفعم بالفرح، شهدت كنيسة أررتي الأرثوذكسية في بلدة صغيرة حادثة مروعة، إذ أقيمت مراسم دفن جماعية لستة وثلاثين مصلّياً لقوا حتفهم بعدما انهارت سقالة مؤقتة داخل المبنى.
دخل مئات المعزين بالمواكب التي حملت توابيت مغطّاة بأقمشة ملونة إلى باحة كنيسة أررتي مريم، فيما أجرى رجال الدين طقوس الدفن وسط حزن عميق.
من بين الحضور شاب يبلغ من العمر 22 عاماً يُدعى فكري تلاهون، قال لبي بي سي إنه فقد والدته في تلك المأساة. “فقدان الأم صعب جداً، صعب للغاية”، هكذا عبّر عن ألم الفراق.
آخر مرة رآها فيها كانت في الليلة التي سبقت وفاتها، بحسب ما روى الشاب.
كان المصلّون قد تجمعوا يوم الأربعاء في الكنيسة، التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن العاصمة أديس أبابا، للاحتفال السنوي بعيد السيدة مريم.
أخبر شهود عيان، من بينهم جيبرويلد تسفاي، البي بي سي أن عدداً كبيراً من المصلين صعدوا على السقالة المؤقتة لمشاهدة لوحة جدارية رُسمت حديثاً على سقف الكنيسة حين حلّت الكارثة. “كانت الدرجات من خشب بالكامل، وكان هناك كثير من الناس يصعدون في تلك اللحظة. ومع تحرك المصلين تكسّرت البنية الخشبية فانهيارَت السقالة”، قال السيد جيبرويلد.
وصف شهود آخرون فوضى عارمة أعقبت الانهيار، حيث هرع الناس خوفاً أو حاولوا إنقاذ من احتجزوا تحت الأنقاض.
قال فكري إن والدته كانت تُصلّي في الكنيسة كل صباح. وعندما علم بالحادث أسرع إلى الكنيسة ثم إلى مركز صحي باحثاً عنها، فلم يجدها في أي منهما. “اتصل بي ابن عمي بعد ذلك، ثم ذهبت إلى المستشفى. وجدت جثمانها هناك”، قال.
كانت والدته من بين الستة والثلاثين قتيلاً، فيما قالت خدمات الطوارئ إن حصيلة القتلى قد ترتفع لأن عددًا من الجرحى — نحو مئتي شخص — في حالات حرجة، ونُقل بعضهم للعلاج في أديس أبابا.
وصف مطران الأبرشية المحلية، ميغابي هاديس نكاتيبِب، الحادث بأنه “مأساة مفجعة وتكسر القلوب”.
قال فكري إن الحياة لن تعود كما كانت له ولأخيه الأصغر من دون والدتهما، وأضاف أنها ربتهما من خلال صنع وبيع تلا كوسيلة للرزق.
أعربت الحكومة عن تعازيها لأسر الضحايا، وشددت على وجوب أن تكون “السلامة أولوية” في كل مشاريع البناء. تُعرف معايير الصحة والسلامة بأنها مطبّقة بشكل ضعيف في اثيوبيا، وتكرّ حوادث البناء في البلاد بشكل متكرر.
لمزيد من التغطية حول أخبار أفريقيا، تابعوا بي بي سي أفريقيا على منصات التواصل ومن خلال موقع BBCAfrica.com
بودكاستات بي بي سي أفريقيا متاحة أيضاً لمتابعة تحليلات وتقارير أوسع.