نقابات فرنسية تُعلن الإضراب: مطالِب بإنهاء التقشّف ووقف تخفيضات الإنفاق في عهد ماكرون

تجمّع عشرات الآلاف، لكن الحضور أقل حتى الآن مقارنةً بالاحتجاج السابق الذي خرج نصف مليون شخص إلى الشوارع.

تنفّذ النقابات العمالية في فرنسا يوماً جديداً من الإضرابات الوطنية الواسعة، مضاعفةً الضغوط على رئيس الوزراء المعين حديثاً سيباستيان لكورنو لإلغاء برنامج التقشّف القائم ووقف أي خفض إضافي في الإنفاق العام.

قالت وزارة الداخليه إن نحو 85 ألف متظاهر خرجوا في أنحاء البلاد حتى ظهر يوم الخميس، من دون احتساب باريس — رقماً يقل عن الإضراب الذي شهدته البلاد قبل أسبوعين والذي جذب أعداداً أكبر، ما يشير إلى تراجع نسبي في الإقبال.

الشرطة قدّرت أعداد المشاركين في المظاهرات السابقة بنحو 500 ألف، في حين قدّرت النقابات الرقم بمليون. وأدت الاحتجاجات إلى اشتباكات في عدة مدن بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع واعتقلت نحو 140 شخصاً على مستوى البلاد.

أعلن الوزير المنصرف للداخلية برونو ريتايو أن فرنسا نشرت نحو 76 ألف عنصر أمني، بمن فيهم الدرك، لتأمين التظاهرات، منها 5000 في باريس حيث يتوقَّع أن يخرج ما بين 20 ألفاً و40 ألف شخص إلى الشوارع.

توقعت السلطات تنظيم نحو 250 تجمّعاً في مدن متفرقة على امتداد البلاد.

شهد هذا الشهر إضرابين كبيرين منظَّمين من قبل النقابات، جهّزهما الرفض الواسع لميزانية تقشّف تسعى القيادة السياسية لتمريرها عبر البرلمان.

إيميليان ماكرون واجه استحكاماً سياسياً سابقاً الأسبوع الماضي، أما حكومة البلاد فتكافح منذ زمن للجم عجز الميزانية وتراكم الديون، مع مقاومة شعبية شديدة لأي تخفيضات في الإنفاق.

السياسة الراهنة تعكس شللاً سياسياً أعمق: حكومة ماكرون تفتقر إلى أغلبية برلمانية وتواجه معارضة مجزأة تتفق على ضرورة ضبط الإنفاق لكن تختلف حول كيفية توزيع الأعباء.

يقرأ  فلسطينيون: قتلى كثيرون في غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة

تعهد لكورنو بتغيير نهج سلفه، لكنه قال لصحيفة لو باريزيان إن التراجع عن إجراءاتٍ مالية قد يؤثر على المصداقية المالية للدولة وفي نهاية المطاف على الأسر. «صندوق النقد الدولي ليس على أبواب بيرسي، لكن الادّعاء بأنه بإمكاننا التهاون دون أن ينعكس ذلك على مواطنينا غير صحيح أيضاً»، قال لكورنو.

حذّر قادة النقابات لكورنو، الذي شغل منصب وزير الدفاع ولم يعلن تشكيلته الوزارية بعد، من محاولة طرح ميزانية شبيهة بتلك السابقة، ودفعوا باتجاه فرض ضريبة على الثروات إضافةً إلى التراجع عن إجراءات سابقة شملت تغييرات في نظام التقاعد ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً.

تطالب النقابات بـ«عدالة ضريبية» تقضي بتوزيع أعباء الحفاظ على الخدمات العامة بصورة أكثر إنصافاً عبر المجتمع.

من المتوقع أن يكشف لكورنو عن مشروع ميزانيته خلال الأيام المقبلة.

قالت صوفي بينيه، قيادية في الكونفدرالية العامة للعمل — إحدى أكبر النقابات في فرنسا — لوسائل إعلام محلية: «الحديث الملتبس أو الإجراءات الناقصة لن تحل المشكلة. علينا الاستجابة للمطالب الاجتماعية ودفن كل التضحيات المخططة لطبقة العمال في نسخة بايرو هذه إلى الأبد.»

وأضافت بينيه أن «الغضب الاجتماعي هائل» ولن يتوقف.

ووصف مانويل بومبارد، قيادي في حزب فرنسا الأبية، الحشود بأنها «تحركات سياسية بوضوح» تستهدف «سياسات الحكومة ورئيس الجمهورية».

أضف تعليق