تصوير الشارع الريادي: معرض «وجوه بين الحشود» في متحف الفنون الجميلة ببوسطن

عندما تأمّل المسرحي تينيسي ويليامز في عمل المصوّر ستيفن شور عام 1982 قال: «عمله نابوكوفي ليّ: يكشف عن الكثير وفي الوقت نفسه يترك مساحة واسعة لخيالك ليتجوّل.» تعبيره يجسد قوة صور شور، ويعكس أيضاً القدرة الفريدة لتصوير الشارع على إثارة الدهشة والفضول في أبسط الأماكن: الحياة اليومية.

كان شور من الروّاد الذين احتضنوا التصوير بالألوان كوسيط فني، متنقلاً عبر أمريكا لتوثيق لقطات عادية من حياة البلدات الصغيرة والمدن الكبرى على حد سواء. سار في أثر عمالقة مثل وكر إيفانز وروبرت فرانك، ومهد الطريق أمام موجة جديدة من المصورين أمثال أليك سوث، نان جولدين، ومارتن بارّ، وغيرهم الكثير.

تتضمّن «وجوه في الحشد: تصوير الشارع» في متحف الفنون الجميلة في بوسطن مجموعة أعمال تستكشف الأساليب المتطوّرة والتقنيات المتباينة التي يستخدمها المصورون لتوثيق الناس والحياة اليومية. تُعرض قطع محورية من السبعينيات إلى التسعينيات لأسماء مثل شور، جاري وينوجراند، هيلين ليفيت، داوود بي، ويولاندا أندرادي، وتكتمل القائمة بأعمال معاصرة لفنانين مثل بارّ، لوك دلهاي، كاتي غرانان، أماني ويلت، وزوي ستراوس.

مع أن الهواتف الذكية زوّدت الملايين بكاميرات قوية وسهّلت ممارسة التصوير أكثر من أي وقت مضى، فإنها في الوقت نفسه قلبت الوسيط رأساً على عقب. في المدن، حيث الناس لا يتوقفون عن تسجيل أنفسهم — صوراً ومقاطع فيديو ومشاركات على الشبكات الاجتماعية — صار المصورون أقلّ اهتماماً بالتقاط الصورة خلسة، وأكثر ميلاً للتعاون مع موضوعاتهم في الشارع، وفق ما يشير إليه المتحف.

الفاصل بين صورة عفوية وصورة فنية غالباً ما يكون في النية، لكن هذه الحدود تتلاشى عمداً أحياناً. صورة داوود بي اللافتة «رجل وامرأتان بعد قداس الكنيسة» (1976) تبدو بسيطة الظاهر، إلا أن التكوين والوضوح فيها شهادة على توقيت ومهارة تقنية؛ لحظة تبدو خاصة وعامة في آن، وتمنح لمحة عن مشهد معين وفترة تأريخية أمركية أوسع.

يقرأ  تباطؤ نمو التوظيف في الولايات المتحدة بسبب آثار سياسات ترامب على سوق العمل — أخبار السياسة

سواء كانت التقطت قبل عقود أو في السنوات الأخيرة، فإن الصور في «وجوه في الحشد» تدعونا لنغوص في كل تجربة على حدة. ملفّ لوك دلهاي «تاكسي» (2016) مثلاً، يلتقط لحظة حميمة وصامتة، أم تحتضن ابنها الصغير في المقعد الخلفي لسيارة — مشهد يفيض بالغموض والتأمل.

صورة ياسوهيرو إيشيموتو الملتقطة من الخصر تغمرنا بضجيج شارع مكتظ، بينما تلتقط يولاندا أندرادي لحظة غريبة حين يختفي لاعب شارع خلف رأس دمية ضخم يثير القلق. كما يقول المتحف: «مدفوعين بإمكانات السرد في التصوير الفوتوغرافي، يستخدم كثيرون الكاميرا كأداة للتحويل، رافعين الصور اليومية من العادي إلى الجميل الغريب أو حتى المهيب.»

يفتتح المعرضح في 11 أكتوبر ويستمر حتى 13 يوليو 2026. للمزيد، راجع موقع متحف الفنون الجميلة في بوسطن. قد يثير اهتمامك أيضاً «إحساس بالدهشة» — كتاب مفرد لأعمال جويل مايروفيتز صدر حديثاً عن دار سكيرا.

تتضمن المجموعة أيضاً أعمالاً مميزة لأسماء مثل ياسوهيرو إيشيموتو، كريستوبال هارا، هيلين ليفيت، يولاندا أندرادي، جويل ستيرنفلد، مايكل سبانو، وماثيو كونورز، مع توثيق للقطع وطرق اقتنائها ضمن مقتنيات المتحف.

هل تهمك قصص وفنانون من هذا النوع؟ انضم إلى عضوية «كولوسال» لدعم النشر الفني المستقل والمساهمة في استمرار مثل هذه المبادرات.

أضف تعليق