قُتل على الأقل شخصان واعتُقل المئات في المغرب خلال احتجاجات يقودها الشباب ضد الفساد وضعف الخدمات العامة. وقالت السلطات المحلية إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في بلدة لقلية بغرب المغرب لمنعهم من اقتحام مركز للشرطة.
انطلقت التظاهرات يوم السبت مطالبة بتحسين الخدمات التعليمية والصحية، وتحوّلت منذ ذلك الحين إلى أكبر انتفاضة شعبية يشهدها البلد منذ سنوات. ينظمها تجمع يُعرف باسم «GenZ 212»، في إشارة إلى رمز الاتصال الهاتفي للمملكة.
كما كتبنا في وقت سابق، خرجت هذا العام احتجاجات شبيهة يقودها جيل زد في دول عديدة حول العالم مثل نيبال وإندونيسيا والفلبين وكينيا. اعتمد الناشطون الشباب في هذه الحركات رموزًا وتكتيكات مشتركة — من بينها استخدام تطبيق الألعاب Discord للتخطيط للتجمّعات ومناقشة الخطط — مع اختلاف السياقات السياسية والقضايا بين كل بلد وآخر.
في المغرب، تمركز الاحتجاج حول معارضة الإنفاق العام الهائل المرتبط باستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. لقد دفع ذلك إلى إنفاق مليارات الدولارات على ترقية الطرق والمطارات والاستادات، بينما تظل المدارس وأنظمة المستشفيات تعاني من نقص التمويل. من شعارات المتظاهرين الشائعة: «الصحة أولاً، لا لكأس العالم» و«الملاعب هنا، وأين المستشفيات؟»
للحصول على تغطية أعمق وتحليلات خبراء الشؤون الدولية من WPR، يمكنك الاشتراك في نشرتهم المجانية اليومية.
بحسب منظمة الصحة العالمية، لا يتجاوز عدد الأطباء في المغرب ثمانية أطباء لكل 10,000 نسمة — أي أقل كثيرًا من المتوسط العالمي البالغ 17 ومقلًّا عن التوصية العالمية التي تقدرها المنظمة بـ25 طبيباً. وخارج الأرقام، كانت حوادث محددة سببًا في تأجيج الاحتجاجات: فقد تُوفيت ثمان نساء حوامل الشهر الماضي بعد عمليات قيصرية داخل مستشفى عمومي في مدينة أغادير.
في البداية ظلّت الحكومة المغربية صامتة أمام الموجة الاحتجاجية، لكن رئيس الحكومة عزيز أخنوش أصدر يوم الخميس أول بيان له، أشاد فيه بتصرّف قوات الأمن مع اعترافه بمطالب المحتجين ومبدياً استعداده لـ«الحوار والنقاش». هذا يُشير إلى أن حركة GenZ 212 قد تواجه الآن تحديًا جديدًا أكثر صعوبة يتمثل في تحويل مطالبها إلى إنجازات ملموسة.
إليوت والدمان هو رئيس تحرير موقع World Politics Review.
نُشر المقال أولاً على موقع World Politics Review.