واقعية البلاستيسين فن تيمور فورك

من موسكو إلى أوساكا، تخطف «الواقعية البلاستيسينية» لتيمور فورك الأنظار. في السنوات الأخيرة طوّر الرسام الروسي، الذي بدأ مسيرته في عالم فن الشارع، تخصصاً مميزاً في أعمال تلتقط ملمس وألوان عجينة التشكيل المخصّصة للأطفال والمعروفة باسم البلاستيسان. مشاهدُه تمحو الخطوط الفاصلة بين الواقعية المفرطة والغرائبية مع حفاظها على روح مرحة وطفولية، وظهرت أعماله على جوانب المباني وعلى القماش. وقد أدّى ظهوره الأخير في معرض جماعي بصالة «أغني» في بانكوك إلى توجيه دعوة له لتنظيم أول معرض منفرد دولي له في خريف 2025.

لقد استغرق الاعتراف وقتاً طويلاً بالنسبة لفورك. عند مطلع القرن الحادي والعشرين، كان الغرافيتي الذي بدأ يظهر في شوارع روسيا مصدر إلهامٍ عميق له. «كل ما كنت أفعله أن أحلم بالنقوش والشخصيات على جدران الشوارع»، يقول. «كنت أريد أن تغطي توقيعاتي ورسوماتي المكان بأكمله.»

ورغم أنه تعلّم كتابة الغرافيتي، إلا أنه أدرك قيود الرسم السري على الجدران. «كانت هناك إطارات معينة في هذه الثقافة الفرعية، التي من جهة شكلت أسلوبي، ومن جهة أخرى لم تسمح لي بالانحراف عن القواعد المرسومة»، يوضح. «مثلاً أنه يجب استخدام البخاخ فقط. لفترة طويلة رسمت بالبخاخ فقط ولم أستخدم الفرشاة، لأنه ببساطة لا يوجد وقت لذلك عندما ترسم غرافيتي غير قانوني.»

ترك فورك بصمته في موسكو حيث يقيم وفي مدن أخرى، لكن في 2017 انقلبت معادلة حياته وفنه بشكل غير متوقع. أثناء الرسم تعرض لسقوط وأصيب في الرأس ما أدى إلى فقدانه السمع في أذن واحدة. كانت فترة تعافيه طويلة — قضى نحو ستة أشهر بين المستشفى والمنزل — ودفعه هذا المأزق إلى إعادة نظر جذرية في فنه. «أدركت حينها قيمة العائلة، لأن عائلتي دعمتني كثيراً»، يقول. «أدركت أن كل هذه “اللعبة” مؤقتة، وأن أعمالي تحمل القليل من المعنى والكثير من العدوانية، وأن المطلوب هو السعي نحو محتوى داخلي حقيقي في الأعمال.»

يقرأ  الفنان الأمريكي من أصولٍ أفريقية الذي اكتشف ذاته في فنلندا

عندما عاد للرسم اتجه إلى القماش ووصف أعماله الأولى بأنها في غاية البساطة. «رسمتها لنفسي كي أُعبّر عن مشاعري بطريقة ما»، يضيف. «وتفاجات عندما بدأت أعمالي تُشترى. كنت مندهشاً جداً أن المحتوى الداخلي قد يؤثر حقاً في شخصٍ ما.»

كان ذلك لحظة كشف حاسمة لفورك. «لم أحاول من قبل أن أجني المال من فني. كان فن الشارع متنفساً لي منذ البداية»، يقول. «كنت أحب هذا الحفل وكوني جزءاً من اللعبة؛ خلال النهار أكون في دور، وفي المساء أبدو كأنني بطل خارق، وكان لدي هوية موازية باسمي تظهر في كل مكان. عندما تكون شاباً تكون الهوية الموازية أمراً رائعاً، لكن عندما تكبر لا تُعلن عنها حقاً.»

أضف تعليق