كشفت مدينة براونسفيل بولاية تينيسي عن تمثال من البرونز لتينا تورنر الأسبوع الماضي، طوله نحو عشرة أقدام، فسرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث وصفه مستخدمون بأنه «مشوّه» و«إهانة لفنانة عظيمة».
نُصِب التمثال في نهاية الشهر الماضي بمتنزه التراث مقابل مدرسة كارفر الثانوية، مسقط رأس المغنية الراحلة التي توفيت عن ثمانٍ وثمانين عاماً. قال منظمو المشروع إن تمويله جاء من نحو خمسين متبرعاً، من بينهم شركة فورد التي قدّمت نحو 150 ألف دولار كجزء من مبادرة للحفاظ على المجتمع. نفّذ العمل فنان مقيم في أتلانتا اسمه فريد أجانوغها.
التجسيد يصوّر تورنر في فستان قصير وحذاء بكعبٍ عالٍ، في وضعية أداء وهي ترفع الميكروفون. لكن كثيرين ركّزوا انتقاداتهم على ملامح الوجه غير المقاربة للواقعية وعلى شعر التمثال الجامح المتضخّم، الذي أقرب إلى شخصية «ابن العم» أو أشجار التروفولا في قصص الدكتور سيوس منه إلى الباروكات الطائرة التي اشتهرت بها المغنية على المسرح.
ردّ الفنان، في ملاحظاته أثناء الكشف عن العمل، بأنه أراد أن تُرى تورنر «بهيئتها المرنة على المسرح» وأن يؤكد قوتها كامرأة توازيها «عِزّةُ أسدٍ في زعْرِيفِها». مع ذلك، لم تَدُر تلك النوايا لدى الجمهور كما تمنى.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ فقد سبق أن أثارت تماثيل عامة لرموز ثقافية وانتسابية مثل مارتن لوثر كينغ، ولوسيل بول، والداهون وايد، وكريستيانو رونالدو ردود فعل متباينة وانتقادات بسبب تشوّه الصور أو مقاربات فنية أثارت السخرية أو الاستياء.
ما زاد حدة رد الفعل في حالة تورنر هو إرثها الذي يتجاوز الغناء إلى رمزٍ للصمود أمام العنصرية والتمييز الجنسي الذي واجهته خلال حياتها ومسيرتها المهنية. لذلك بدا انتقاص صورة التمثال عند كثيرين امتداً للاستهانة بذاك الإرث.
انتشرت أيضاً ميمات وسخريات على نطاق واسع؛ بعضها طريف، وبعضها الآخر جارح لذكراها. قارن آخرون العمل بأعمال سابقة أثارت الجدل، بما في ذلك تمثال هانك ويليس توماس في بوسطن الذي عُرِض على أنه يوحي بأشكال غير مقصودة أثارت الغضب.
دعا عدد كبير من المستخدمين إلى استبدال التمثال بعمل آخر يليق بتينا تورنر ويعيد تكريم حياتها ومسيرتها بشكل أكثر احتراماً ودقة. سخرية أحد الكوميديين لخص الموقف بسؤالٍ بليغ: «ما علاقة الفن بهذا؟ من هذه؟ كانت تستحق أفضل من ذلك».
ربما اختصر الفنان الأمر في جملةٍ قالها أثناء الافتتاح: «يمكنك تقليدها، لكن هناك تينا تورنر واحدة فقط». ومع ذلك، يظل الجمهور مطالباً بتقديم تحيةٍ تخدم الذاكرة والإنصاف أكثر من محاولة فنية أعادت إشعال نقاشات قديمة حول الشكل والاحترام والذاكرة الثقافية.