موسكو تصف احتجاز فرنسا للسفينة واعتقال قبطانها بأنه عمل قرصنة
نُشر في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2025
فرنسا أعلنت أنها تصعِّد الضغوط على روسيا لتهدئة غزوها لأوكرانيا، باحتجاز ناقلة نفط يُشتبه بأنها تعمل ضمن ما يُعرف بـ«أسطول الظل» الروسي وإحالة قبطانها للمحاكمة.
استراتيجية أوروبية لقطع التمويل
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال فعالية للاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن يوم الخميس، إن احتجاز الناقلة يدخل في إطار استراتيجية أوروبية جديدة تهدف إلى حرمان موسكو من عائدات تموّل جهودها الحربية في أوكرانيا. وأضاف: «نريد تكثيف الضغط على روسيا لإقناعها بالعودة إلى طاولة المفاوضات. قررنا الآن أن نخطو خطوة إضافية من خلال التحرك بسياسة إعاقة لدى وجود سفن مشبوهة في مياهنا تشارك في هذا التهريب».
سفينة «بوراكاي» وحوادث الطائرات المسيّرة
كانت الناقلة المدعوّة بوراكاي تبحر الأسبوع الماضي قبالة سواحل الدنمارك، وذكر خبراء بحريون أوروبيون أنها قد تكون مرتبطة بحوادث طائرات مسيّرة فوق البلاد. وسلسلة من الحوادث بالقرب من المطارات والقواعد العسكرية أجبرت على إغلاق مطار كوبنهاغن وتسببت في اضطرابات كبيرة. ماكرون قال إنه لايمكن استبعاد وجود صلة بين الناقلة وتوغلات الطائرات المسيّرة، لكنه أقر بعدم توفر دليل قاطع حتى الآن. وموسكو نفت أي تورط.
الاقتحام والتحقيق
نفذت قوات كوماندوز من البحرية الفرنسية مداهمة للبوراكاي يوم السبت في عرض المياه الغربية لفرنسا. وأفاد ستيفان كيلنبرغر، المدعي في مدينة بريست الساحلية الغربية، أن التحقيق الذي قادته البحرية الفرنسية خلَص إلى أن السفينة قادمة من روسيا ومتجهة إلى الهند بحمولة نفطية كبيرة، وكانت تبحر بلا علم يحميها.
قواعد الأمم المتحدة
تضع الأمم المتحدة قواعد مفصلة تنظم كيفية رفع الأعلام في البحر وتحديد هوية السفن بموجب علم الدولة الممنوح لها الجنسية.
المحاكمة والعقوبات
قبطان السفينة، وهو مواطن صيني، سيمثل أمام القضاء الفرنسي في فبراير/شباط المقبل. وقد يواجه عقوبة السجن حتى سنة وغرامة تصل إلى 150 ألف يورو في حال إدانته.
رد موسكو
ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بووتين متّهماً أوروبا بـ«تفخيخ الهستيريا» ووصف إجراءات فرنسا بأنها «قرصنة». قال في منتدى سياسات خارجية في سوتشي إن الناقلة صودرت في مياه محايدة دون أي مبرر، وإنها لم تكن تحمل شحنة عسكرية. وأضاف: «هذه قرصنة، وكيف تتعاملون مع القراصنة؟ تُدمِرونهم. هذا لا يعني أن حرباً ستندلع غداً عبر المحيط العالمي، لكن خطر المواجهة سيتصاعد بالتأكيد».
أسطول ظلّ وتهرب من سقف السعر
تتعرض روسيا لاتهامات بتشغيل «أسطول ظل» من ناقلات قديمة اشترِيَت مستعملة، غالباً عبر كيانات غير شفافة تَحمل عناوين في دول لا تفرض عقوبات، وتبحر تحت أعلام دول غير مُطبِّقة للعقوبات. دور هذه المجموعة هو مساعدة مصدرَي النفط الروس على الالتفاف حول سقف السعر البالغ 60 دولاراً للبرميل الذي فرضه حلفاء أوكرانيا.
تأثير التشتغيل على تمويل الحرب
قال ماكرون إن «30 إلى 40 بالمئة» من جهود روسيا الحربية «تموَّل من عائدات أسطول الظل»، مضيفاً أنها «تمثل أكثر من 30 مليار يورو. لذلك من الضروري جداً تصعيد الضغط على هذا الأسطول، لأن ذلك سيقلِّص بوضوح القدرة على تمويل هذه الحرب من جانب روسيا».