بالرغم من الادعاءات المنتشرة على الإنترنت: السائحون الصينيون ما زالوا خاضعين لقوانين الهجرة في كوريا الجنوبية

منحت كوريا الجنوبية إعفاءً مؤقّتًا من التأشيرة لجموع السياح الصينيين في أواخر سبتمبر 2025، فتناولته منشورات كورية على مواقع التواصل زاعِمةً — خطأً — أن جميع المواطنين الصينيين صاروا معفيين من أي متطلبات هجرة، بما في ذلك جوازات السفر والإبلاغ عن الأمراض. الحقيقة أن القواعد الجديدة تنطبق حصريًا على الصينيين المسافرين ضمن مجموعات سياحية منظمة من خلال وكالات سفر مُعتمدة مسبقًا، وأن جواز السفر لا يزال إلزاميًا.

انتشر على منصات محلية نصّ وصورة تزعم أن الدخول منذ 29 سبتمبر لا يحتاج إلى تأشيرة ولا إلى جواز سفر أصلي، ولا يترتب على المسافِرين الإفصاح عن عنوان إقامتهم، وأن احتمال اكتشاف إصابة مُعدية قائم فقط على إبلاغ الشخص نفسه عنها. هذه الادعاءات سُمعت مع بدء الحكومة إطلاق برنامج إعفاء مؤقت من التأشيرات للمجموعات الصينية.

تنصّ السياسة، السارية حتى 30 يونيو 2026، على السماح بدخول مجموعات مكوَّنة من ثلاثة أشخاص فأكثر تسافر ضمن جولة سياحية منظمة دون الحاجة إلى التقدّم للحصول على تأشيرات قبل السفر. الهدف المعلَن هو تنشيط القطاع السياحي ودعم الأعمال المحلية، خصوصًا في مناطق تسوق كبرى مثل ميونغ‑دونغ في سيول، والتي شهدت ارتفاعًا لافتًا في أعداد الزوار الصينيين بعد إطلاق المبادرة.

إلا أن الإعلان أثار موجة من المشاعر المعادية للصينيين عبر الإنترنت، ورافقه نظريات مؤامرة تُحذّر من جرائم وانتشار أمراض يفترض أنه سيبقى دون ضوابط. وكذلك شهدت البلاد مظاهرات مناهضة للهجرة الصينية في عدة مناطق؛ كما تناقلت منصات ومنتديات محلية المنشورات التي تصوّر الإجراء على أنه تهديد للأمن العام.

تواترت الادعاءات نفسها على شبكات أخرى وصحُبها تضخيم عبر حسابات عدة، لكن وزارة العدل نفتها قاطعةً. المتحدث باسم الوزارة، هوانغ كيو‑تايك، أكّد في 2 أكتوبر أن الإعفاء من التأشيرة “يخص فقط السياح الصينيين الذين يسافرون كمجموعات مؤلَّفة من ثلاثة أشخاص فأكثر عبر وكالات سفر مُعتمدة من الحكومة الكورية الجنوبية.” المسافرون الأفراد ما زالوا خاضعين لمتطلبات التأشيرة القائمة والتي يجب استيفاؤها قبل السفر.

يقرأ  فيتو بولندي يعرّض وصول أوكرانيا الحيوي إلى ستارلينك للخطر — خلاف على مساعدات اللاجئين

وأضاف أن “الجواز الصالح إلزامي لجميع الوافدين الأجانب بغض النظر عن وضع التأشيرة.” كما أنه مطلوب من جميع الزائرين تعبئة بطاقة الوصول الإلكترونية التي تتضمن معلومات الإقامة وبيانات الاتصال وغرض الزيارة، وتُفحَص قوائم المجموعات الواردة مسبقًا للكشف عن أفراد يُصنَّفون عاليي المخاطر.

تحافظ كوريا الجنوبية على أنظمة حجر صحي ورصد صحي فعّالة؛ إذ تُجرى عمليات فحص للأمراض المعدية في المطارات ويُفرض الإبلاغ الإلزامي عن الحالات المشتبه بها، ولا يعتمد الدخول على الإبلاغ الطوعي وحده، خلافًا لما تروّجه بعض المنشورات.

وصرّحت الباحثة البارزة يو مين‑يي من مركز تدريب وبحوث الهجرة أن “كلّ هذه الادعاءات الأربعة غير صحيحة.” وأكدت استحالة دخول البلاد دون جواز سفر — حتى رئيس الدولة لن يُستثنى — وأن إجراءات الحجر الصحي تُطبَّق بالتساوي على جميع القادمين. كما ثبت أن بيانات أماكن الإقامة تُصرَح عنها كجزء من متطلبات الدخول، وأن آلية الموافقات الإلكترونية تراعي جمع هذه المعلومات وتدققها مسبقًا لضمان الأمن الصحي والنظامي.

أضف تعليق