اعتُقل أربعة جنود من لواء نهال في الجيش الإسرائيلي وحُكِم عليهم بالسجن لمدة عشرة أيام، بعد أن رفضوا قيادة مركبة هامفي غير مُدرّعة عبر منطقة في مدينة غزة لم تُحسَم السيطرة عليها بالكامل، وفق ما أفادت قناة «كان» الإسرائيلية.
كان هدف المهمة إدخال عمالٍ محمولين يحملون أدوات هندسية إلى قطاع غزة، لكن الجنود اعتبروا أن المسار المطلوب سلكه خطير للغاية. طلب هؤلاء الجنود أن يُجرى الانتقال قبل ذلك بساعات، حين يسود الظلام، وليست أثناء النهار، وقد كرروا طلبهم قبل اعتقالهم.
«نحن آخر القوات في مدينة غزة، لا يوجد من خلفنا قوات، طُلب منا أن نسلك طريقًا شديد الخطورة محاطًا بمباني لم يدمرها الجيش الاسرائيلي بعد»، قال أحد الجنود لِـ«كان». «مثل هذه المهمات تُنجز عادةً إما في دبابة أو بمركبة مدرعة، أو ليلاً. أنجزنا عشرات مثل هذه المهمات في الظلام، ولم نفعل ذلك نهارًا قط.»
وأضاف: «خلال النهار نصبح كالصيد في ميدان رماية؛ من السهل أن يُستهدفنا قناص أو قذيفة من قاذف مضاد للدروع. هذا تهديد حقيقي لحياتنا، وقد حصلت مثل هذه الحوادث بالفعل؛ وكان يجب على الجيش أن يتعلم من ذلك.»
وتابع: «حتى لو كان ثمن إنقاذ رفاقي حياتي، لا أبالي بالموت، لكن ما يشعرنا بالإهانة أننا نُبصق في وجهنا.»
أجرت «كان» مقابلة مع أمّ أحد الجنود المعتقلين، وأكدت بدورها أن المؤسسة العسكرية «بصقت في وجوه الجنود».
من جهته، رد قائد كتيبة الجنود على من انتقدوا الأمر بالقول: «أنا قائد الكتيبة، أتخذ قرارات تتعلق بحيوات بشر كل دقيقة. لدي سلطة تقديرية بشأن المخاطر التي يتحملها جنودي مقارنة بقيم المهمة. لقد تم تجاوز خط أحمر هنا، بالرفض تنفيذ مهمة مشروعة جدًا.»