أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن الهند والصين ستستأنفان الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين هذا الشهر، في خطوة إضافية نحو تطبيع تدريجي للعلاقات الثنائية.
لم تُجرَ رحلات مباشرة بين البلدين منذ عام 2020، عقب اشتباكات عسكرية دامية على الحدود المشتركة في الهيمالايا. وأدت مواجهات وادي جالوان في 2020 إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين جنديًا هندياً وأربعة جنود صينيين، وكانت أول مواجهة مميتة بين الجانبين منذ عام 1975 وأدت إلى تجميد العلاقات.
على مدار العام الماضي تقاربت دلهي وبكين تدريجيًا واتخذا خطوات لخفض التصعيد عند الحدود، وشهدت الفترة جولات متعددة من المباحثات بين مسؤولين رفيعي المستوى. وفي أكتوبر من العام الماضي اتفقتا على ترتيبات دوريات مشتركة تهدف إلى التهدئة على طول المناطق المتنازع عليها.
أعلنت الخميس شركة “إنديغو” الهندية، أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في البلاد، استئناف الرحلات المباشرة بين كولكاتا وقوانغتشو اعتبارًا من 26 اكتوبر.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن استئناف الرحلات سيسهّل مزيدًا من التواصل بين الشعوب ويسهم في “التطبييع التدريجي” للتبادل الثنائي.
تشترك الهند والصين بحدود غير محددة بدقة تزيد على 3,440 كيلومترًا، وتتنازعان على مناطق إقليمية متداخلة. ومع ذلك، بدأت الإجراءات الدبلوماسية تمهيدًا لإعادة بناء العلاقة المترهلة بين البلدين، من ضمنها استئناف خدمات التأشيرات أمام السياح الصينيين، واتفاقات لاستئناف المحادثات حول فتح التجارة الحدّية عبر منافذ محددة، بالإضافة إلى سماح الصين لبعض الحجاج الهنود بزيارة مواقع دينية في ما تُعرّفها بإقليم التبت ذات الحكم الذاتي.
كما لعبت التوترات المتصاعدة بين نيودلهي وواشنطن بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب دورًا في دفع العلاقات بين دلهي وبكين نحو تقارب أكبر. في أغسطس زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي دلهي مشددًا على ضرورة أن تعتبر كلٌّ من الهند والصين الأخرى “شريكة” لا “خصمًا”. وفي الوقت نفسه وصف السفير الصيني لدى الهند شيو فيهونغ السياسات الأمريكية بحق الدول الأخرى بأنها “بلطجة” على خلفية فرض تعريفات مرتفعة.
في الشهر نفسه زار رئيس الوزراء ناريندرا مودي الصين للمرة الأولى منذ سبع سنوات لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون، حيث التقى الرئيس شي جينبينغ على هامش القمة وأكد الطرفان الالتزام بمواصلة جهود تطبيع العلاقات.