زلزال قاتل يحول مدنًا فلبينية إلى أشباح ويترك سكانها يكافحون من أجل البقاء

بعد يومين من زلزال بلغت قوته 6.9 درجة هز بلدتها في وسط الفلبين، لا تزال أرجويل إستاليكاس (35 عاماً) تشعر بدوخة كلما حاولت الوقوف. هذا الإحساس بالدوار، إلى جانب توالي الهزات الارتدادية، دفعها مثل كثيرين آخرين إلى البقاء خارج المنازل واللجوء مؤقتاً إلى الخيام.

اهتزت سواحل سيبو الشمالية في ليلة 30 سبتمبر، أيقظت السكان من نومهم وأدت الى انهيار منازل ومبانٍ وكنائس وتشقق طرق. أعلن المسؤولون مقتل 68 شخصاً وإصابة أكثر من 500 آخرين، بينما نزح نحو 80 ألف نسمة في مقاطعة سيبو والمناطق المجاورة.

تقول إستاليكاس إنها خرجت من سريرها وهي تصرخ وأسرعت مع أسرتها إلى الشارع. ناموا تحت السماء المفتوحة، وعندما بدأت رذاذات مطر خفيفة لفّت العائلة نفسها بأكياس بلاستيكية لعدم توافر معاطف مطر. صور نُشرت على مواقع التواصل أظهرت الناس جالسين على كراسٍ بلاستيكية محاطين بأكياس تكسوهم ويتصاحب معها ضباب أنفاسهم.

على بعد نحو 10 كيلومترات، أمضى لورنز باريجا الليلة خارجاً أيضاً، وغرّد على فيسبوك بوصف المشهد: جلسنا تحت السماء بنور مصابيحنا الصغيرة، متمسّكين بما تيسّر من موارد. اطلبوا لنا الدعاء. عند بدء الهزّة أمسك هاتفه وبثّ مباشرة مشهداً فوضوياً لسكان يفرّون بالبيجامات مع أطفالهم وحيواناتهم الأليفة، مردِّداً عبارات التوسّل إلى الله.

فرق الإنقاذ ما تزال تبحث بين الأنقاض بينما تعمل السلطات على إيصال الإغاثة، واستعادة الكهرباء والاتصالات وفتح الطرق المغلقة. نشر الجيش وحدات للمساعدة في حفظ النظام خلال جهود الإغاثة.

الحاجة إلى الماء والطعام والوقود باتت ملحّة. مصوّر صحفي قضى أربع ساعات في الطريق إلى عاصمة المحافظة لشراء المستلزمات بعدما أغلقت متاجر السوبرماركت. وأبلغ عن ازدحام طويل أمام محطات الوقود وصعوبة في تأمين إمدادات فورية، لا سيما للأطفال.

يقرأ  أمطار أعلى من المتوسط في البرازيل تُسهم في تراجع أسعار القهوة

في مدينة بوغو، بؤرة الزلزال، ظهرت تقارير محلية عن وضع أكياس جثث قرب مستشفيات مؤقتة تُعالج الجرحى. وتأتي هذه الكارثة في ذروة موسم أعاصير قاس، إذ ضربت عاصفتان البلاد قبل أسبوع وأغرقت مساحات واسعة مما أثار غضب الشارع واحتجاجات عامة بسبب تأثر البنية التحتية.

سيبو متروّسة على طريق الأعاصير التي تتكوّن في المحيط الهادئ، والمنطقة الشمالية من الجزيرة تعرّضت سابقاً لضربة سوبر تايفون هايّان عام 2013 الذي أودى بحياة أكثر من 6 آلاف شخص في وسط الفلبين. من بين المواقع المتضررة هذه المرّة كان موقع نقل قاطني هايّان السابقين.

رغم الصعاب، يظل السكان متماسكين، يقدمون الدعم لبعضهم البعض فيما يسمّيه الفلبينيون “بايانِيهان” أو روح التعاون المجتمعي. تقول أرجويل: “لا أزال عاجزة عن استيعاب ما حدث لنا، إن ما شهدناه خلال اليومين الماضيين يفوق الوصف”. ويضيف لورنز نداءه بأن لا تتأخر المساعدات وتطال أيضاً البلديات المجاورة، آملة أن تصل الإغاثة سريعاً وتشمل الجميع.

المراقبون يؤكدون أن أهمية فتح المراكز اللوجستية وتأمين المياه والغذاء والوقود لا تقلّ عن مواصلة عمليات البحث والإنقاذ، فالتعامل المعمق والسريع مع التداعيات هو ما سيحدّد سرعة تعافي المجتمعات المتضرّرة. تاخر أو تأخير الدعم قد يزيد من معاناة المشردين ويعقّد جهود التعافي.

أضف تعليق